«واقع مخيب» الحضور الجماهيري الضعيف في الدوري الأردني أسباب وحلول ناجعة

مدرجات الملاعب في المنافسات المحلية لكرة القدم تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في ضعف الحضور الجماهيري في معظم المباريات، باستثناء بعض المواجهات الكبيرة التي تجمع فرقًا مثل الفيصلي والوحدات والحسين إربد والرمثا، مما يجعل جذب الجمهور مجددًا إلى المدرجات أمرًا حيويًا. الجماهير تتأثر بشكل مباشر بالظروف الاقتصادية الصعبة، ما يحتم على الأندية البحث عن حلول مبتكرة لزيادة الإقبال، مع الحفاظ على حقوقها المالية الناتجة عن ريع المباريات الجماهيرية.

أسباب ضعف الحضور الجماهيري في مباريات كرة القدم المحلية

تعاني الملاعب الأردنية من قلة حضور الجماهير في غالبية مواجهات كرة القدم المحلية، وهو ما يعود بعدة عوامل اقتصادية واجتماعية تؤثر على قدرة الجمهور على التواجد. الحضور الجماهيري لا يعكس قيمة المنافسات أو أهمية المباراة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تتحملها العائلات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف حضور المباريات والتي تشمل أسعار التذاكر وتكاليف التنقل والطعام والشراب داخل الملاعب، وهو أمر أثقل كاهل المشجعين. هذه المعطيات تخلق حاجزًا ماليًا يجعل غالبية الجماهير تتردد في الحضور المنتظم للمدرجات، باستثناء المباريات التي تشكل حدثًا كبيرًا يحفز حضور جمهور خاص وربما أكبر مثل لقاءات الفيصلي والوحدات.

مبادرة فتح المدرجات مجانا: تجربة نادي الحسين إربد كنموذج ناجح لجذب الجماهير

في ظل هذا الواقع، برزت تجربة نادي الحسين إربد كخطوة مبتكرة تعكس فهمًا عميقًا لأهمية الجماهير في صناعة الأجواء الرياضية، حيث قررت إدارة النادي فتح المدرجات مجانا خلال مباريات الفريق في دوري أبطال آسيا 2، الأمر الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في الحضور الجماهيري وتنشيط المدرجات. نائب رئيس النادي غيث المعاني أوضح أن هذه المبادرة قيّمت وضع الجماهير بتقدير عميق لمسؤولية النادي تجاه أهالي المدينة والعائلات التي تبذل جهد السفر لدعم الفريق، مؤكداً على أن الفريق يعكس تاريخ النادي العريق، وأن الحضور الكبير في نهائي السوبر كان نتاج رغبة حقيقية للجمهور لا مجرد تذاكر مجانية.

تجربة الحسين إربد تثبت أن إعادة الحياة إلى المدرجات تحتاج إلى تفكير خارج الصندوق، حيث يمكن أن تبدأ بخطوات بسيطة مثل فتح الأبواب مجانًا، لتؤدي إلى تأثيرات أعمق تمتد إلى تعزيز روح المنافسة وتأمين مستقبل أكثر إشراقًا للعبة كرة القدم.

دور الأندية والجماهير في إعادة الحضور الجماهيري لخوض منافسات كرة القدم المحلية

عدد من المدربين والخبراء الرياضيين يؤكدون على أن الحضور الجماهيري يشكل العامل المحرك الأساسي لأي فريق؛ فالملعب المملوء بالمشجعين يعزز من حافز اللاعبين ويرفع مستوى الأداء والروح القتالية لديهم. ووفقًا لتصريحات المدرب الوطني عبد الله العمارين، فإن خفض أسعار التذاكر أو فتح أبواب الملاعب مجانا يشكل خطوة استراتيجية مهمة لإعادة الجماهير تدريجيًا ولتقليل الأعباء المالية التي تثقل كاهل المشجعين، خصوصًا المتوقعين منهم القيام برحلات تنقل طويلة بين المحافظات لدعم فرقهم، مع العلم أن العائدات المالية من حضور المباراة تبقى ضئيلة بسبب ضعف الإقبال.

كما أشار العمارين إلى أهمية الدعم الجماهيري في رفع مستوى الفرق داخل الملعب، وأن الاستثمار في إحياء حضور الجماهير هو استثمار مباشر في قوة الفريق وموقعه التنافسي، الأمر الذي يعكس بشكل جلي أهمية مواجهة التحديات المالية للجمهور. في الوقت نفسه، عبر مشجعون من مختلف الأندية عن أملهم بتبني مبادرة مشابهة لمبادرة نادي الحسين إربد. أحد المشجعين، سالم المجالي، قال إن ارتفاع التكاليف يشكل عقبة حقيقية أمام حضور الشباب، خاصة من أبناء المحافظات، وأن فتح المدرجات مجانا يمكن أن يعيد الحيوية للمدرجات وينعش الأجواء الجماهيرية التي تفتقدها كثير من المباريات.

في تحرك لافت، ظهرت مبادرات فردية من بعض المشجعين الذين قاموا بشراء التذاكر وتقديمها للجماهير على نفقتهم الخاصة، دعمًا لأنديتهم وتحفيزًا للحضور الجماهيري، وهو اقتراح يمكن أن يتوسع وينمو إذا لقي دعمًا وتعاونًا من إدارات الأندية المختلفة.

  • فتح الأبواب مجانا خلال بعض المباريات لتشجيع الحضور.
  • خفض أسعار التذاكر التي تتحمل أعباء مالية للجماهير.
  • تشجيع المبادرات الجماهيرية الفردية من محبي الفرق.
  • تعزيز التعاون بين إدارات الأندية والجماهير لإيجاد حلول مشتركة.

بات واضحًا أن عودة الجماهير للمدرجات تأتي من خلال إدراك حقيقي لأهميتها وصعوباتها المالية، واعتماد استراتيجيات مبتكرة تحافظ على توازن مصالح الأندية والجماهير، فتكون المدرجات أكثر حيوية وتعكس فعلاً روح المنافسة التي تستحقها كرة القدم المحلية.