قصة نجاح الدكتور مجدي يعقوب.. من بلبيس إلى لندن وأسوان بخطوات ملهمة

مجاز مجدي يعقوب من بلبيس إلى لندن وأسوان يمثل قصة نجاح استثنائية للطبيب الذي أصبح رمزًا عالميًا في مجال جراحة القلب وحلم العديد من المصريين والعرب. هذا الطبيب الذي قاد ثورة تعليم وعمليات دقيقة من مصر إلى بريطانيا، ثم عاد ليؤسس مركزًا طبيًا متقدمًا في صعيد مصر، جمع بين مهاراته العلمية وإنسانيته العميقة لخدمة مرضى القلب، جامعًا بين الخبرة والطموح في رحلته.

رحلة مجدي يعقوب من بلبيس إلى لندن: قصة نجاح طبيب القلوب العالمي

ولد مجدي يعقوب عام 1935 بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، في أسرة قبطية تقدّر العلم والتعلم، وكان والده جراحًا قدوة تلهمه منذ الصغر. اختار أن يتبع خطى والده لكن بخطوات أكبر، متجهًا إلى تخصص جراحة القلب الذي كان حينها تحديًا علميًا وعمليًا كبيرًا ومخاطرة في آن واحد؛ فقد كان المجال لا يزال جديدًا وعميق التفاصيل. انتقل يعقوب خلال الستينيات إلى المملكة المتحدة للبدء بمرحلة جديدة من الدراسة والتخصص العميق، ليصبِح أحد ألمع العقول في جراحة القلب المفتوح وزراعة القلب، حيث أجرى آلاف العمليات الدقيقة وشكل نقلة نوعية في هذا المجال.

مركز أسوان للقلب: من الإنجازات العالمية إلى رسالة إنسانية في مصر

لم ينسَ مجدي يعقوب وطنه الأم، وعلى الرغم من نجاحه وإرثه في بريطانيا حيث كان مديرًا لمراكز مرموقة، قرّر العودة لمصر لترجمة حلمه في توفير علاج قلب مجاني ومتطور لمرضى الصعيد الذين يعانون من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية المتقدمة. في عام 2009 أسس مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان، الذي يعتمد على نظام غير ربحي، ليصبح خلال سنوات قليلة من أهم مراكز القلب في الشرق الأوسط وإفريقيا، مع تقديم العلاج الكامل للأطفال والكبار بالمجان. يتميز المركز بتأهيل أطباء مصريين على أعلى المستويات تحت إشراف يعقوب، الذي لا يتقاضى أجرًا عن عمله، ويقضي ساعات بين غرف العمليات والمرضى، متواصلاً معهم بصوت دافئ ووجه مبتسم، في دور يتخطى الطبيب ليصبح الأب الروحي خاصة للأطفال.

الدكتور مجدي يعقوب: رمز وملهم في الطب والإنسانية عبر الأجيال

يمثل مجدي يعقوب قدوة حقيقية للأجيال القادمة، فهو أيقونة في الطب والرحمة معًا؛ حيث درج اسمه في قائمة أشهر رواد الطب عالميًا، وصار نموذجًا يحذو حذوه الكثير من الأطباء الشباب في العالم العربي. لا يبحث عن شهرة أو أضواء، ويجيب بابتسامة متواضعة عند سؤاله عن التكريم: “أعظم تكريم لي أن أرى طفلًا يستعيد حياته”. مؤخراً أُثيرت شائعات عن وفاته، لكن مؤسسة مجدي يعقوب للقلب أكدت أنه بصحة جيدة ويقيم في إنجلترا، مؤكدةً على أهمية احترام الأخبار وعدم نشر المجهول. هذه الشائعات عكست كمّ الحب والتقدير الذي يكنه له المصريون والعرب، وتدفقت الدعوات الصحية له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعكس مكانته الاستثنائية.

  • ولد في بلبيس عام 1935 ونشأ في أسرة طبية
  • تخصص في جراحة القلب في بريطانيا في ستينيات القرن الماضي
  • نفذ أول عملية زراعة قلب في بريطانيا عام 1980
  • شغل مناصب مدير لمراكز قلب رائدة في لندن
  • حصل على لقب “سير” ووسام الاستحقاق البريطاني
  • أسس مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان عام 2009
  • يعمل بالمجان في مركزه ويعالج آلاف المرضى
العام الإنجاز أو الحدث
1935 ميلاد مجدي يعقوب في بلبيس
1980 إجراء أول عملية زراعة قلب في بريطانيا
1992 منحه لقب “سير” ووسام الاستحقاق البريطاني
2009 تأسيس مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان

يبقى مجدي يعقوب نموذجًا فريدًا لشخص جمع بين تحقيق إنجازات طبية عالمية، وتحويل هذه الخبرة إلى رسالة إنسانية مفعمة بالتواضع والإخلاص، بعيدا عن أضواء الشهرة؛ حيث لم يداوِ القلوب المرضى فقط، بل فتح أبواب الأمل في النفوس، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الإنسانية والعلم على حد سواء.