فيفا تتعهد بدعم البنى التحتية لملاعب السودان “الكارثية” قبل انطلاق دوري النخبة في يوليو 2025

ملاعب كرة القدم في السودان تعيش أزمة حقيقية، حيث تستضيف منافسات دوري النخبة في وضع “كارثي” يعيق تطوير مستوى الأندية واللاعبين، ويعكس تأثير الحرب المستمر وتوقف النشاط لفترات طويلة على الأداء الفني والبدني. هذا الواقع القاسي يؤكد أن البنية التحتية والملاعب في السودان بحاجة ماسة إلى دعم ومعالجة شاملة لتجاوز معاناة كرة القدم المحلية.

أسباب تدهور ملاعب كرة القدم في السودان وأثرها على دوري النخبة

لا يخفى على المتابع أن ملاعب كرة القدم في السودان تعاني من حالة غير مسبوقة من التدهور، إذ وصفها ياسر قاسم، الصحفي والمحلل الرياضي، بأنها “كارثة حقيقية” بسبب بنيتها التحتية المتهالكة والعشب الاصطناعي الذي يُستخدم في بعضها، والذي يزيد من مخاطر الإصابات ولا يسهم في تحسين الأداء الفني؛ وهو ما ينذر بمخاطر واضحة على اللاعبين والمسار الفني للمنافسات. يعاني اللاعبون من تذبذب في المستوى البدني والفني نتيجة قلة المباريات الرسمية وسوء بيئة التدريب، وهو ما يجعل الحالة الفنية هشة ومحدودة العطاء، خاصة في ظل توقف النشاط بسبب الحرب المستمرة وفترات الجمود الطويلة التي أثرت سلباً على الإعداد والتوازن الفني للأندية في دوري النخبة.

وأضاف قاسم أن دوري النخبة أُطلق في ظروف استثنائية وغير طبيعية، وكانت الانطلاقة أشبه بـ”الحلول الإسعافية” مقابل دوري تنافسي حقيقي، حيث دخلت الأندية المنافسة دون استعداد كافٍ، وبعض الفرق لم تخض مباريات رسمية منذ أشهر، ما انعكس سلباً على جودة الأداء والجاهزية البدنية للاعبين، وهو ما أضعف من قيمة الدوري ومما يفسر التراجع الفني الواضح.

دور الاتحاد السوداني ودعم فيفا في إعادة تأهيل البنى التحتية الكارثية

في سياق الحديث عن ملاعب كرة القدم في السودان، كشف محمد سيد أحمد الجكومي، مساعد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، أن اتحاد الكرة اتخذ خطوات لتقليل آثار التحديات الراهنة، عبر تقسيم الدوري الممتاز إلى أربع مجموعات، على أن يتأهل أبطال المجموعات، بالإضافة إلى اثنين من أفضل أصحاب المركز الثاني، للمنافسة في دوري النخبة المكون من ثمانية فرق، بهدف ترشيح فرق للمشاركة في البطولات الإفريقية والكونفدرالية، رغم الظروف الأمنية الصعبة التي صاحبت البطولة.

وأكد الجكومي أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تعهد بتقديم الدعم اللازم لإعادة تأهيل الملاعب والبنى التحتية التي تعرضت لأضرار جراء الحرب، مشيراً إلى أن ولاية نهر النيل تكفلت بتأمين الملاعب من ناحية الحماية والأمن، فيما يواصل “فيفا” مراقبة سير المنافسة عن كثب لضمان سلامة الجميع، خصوصاً في ظل مخاوف استهداف الملاعب التي قد تفضي إلى خسائر بشرية. كما أشار إلى أن اختيار ملاعب شمال السودان جاء بعد مواجهات مع اتحادات شرق ووسط البلاد، التي عانت من صعوبات تنظيمية، وعلى عكس اتحادات بربر وأبو حمد التي تمكنت من تأمين الملاعب وضمان سير المنافسة بشكل إيجابي.

الفوائد المحدودة لدوري النخبة وسط ملاعب كرة القدم في السودان كارثية

يرى ياسر قاسم أن فوائد دوري النخبة في ظل الظروف الراهنة “محدودة جداً”، فهو يحافظ على استمرار النشاط شكلياً، ما يمكن استخدامه إعلامياً لصورة عن استمرارية الحياة، ويتيح فرصة لبعض اللاعبين الشباب للظهور؛ لا سيما في ظل غياب نجوم وإصابات وغيابات متكررة، غير أن هذه فرص غير منظَّمة أو منهجية، ولا توفر مردوداً مالياً أو تسويقياً حقيقياً، كما أن غياب الجمهور وتراجع الاهتمام الجماهيري يضعف من الأثر الاقتصادي والتجاري للمنافسة. أضاف قاسم أن جدول المباريات عُدّ بشكل متسرع ودون رؤية واضحة للموسم، مما أربك خطط الأندية الفنية والإدارية.

وعن الأجهزة الفنية واللاعبين، اعتبر قاسم أن معظم الكوادر الفنية تعاني من نقص في الإعداد والتطوير المستمر، إذ تعمل بشكل ردِّيء غير مخطط له، معتمدة بشدة على المدربين المحليين دون تدريب أو تطوير كافٍ، ما يؤدي إلى تكرار الأخطاء ذاتها ويحرم الكرة السودانية من النمو المنهجي المرجو.

• تخلف البنية التحتية ونُدرة الموارد لتأهيل الملاعب
• تأثير النزاعات المستمرة وتوقف النشاط الرياضي
• نقص التجهيز الفني والبدني للاعبين والأندية
• ضعف التنظيم الأمني وتأمين الملاعب في مناطق النزاع
• افتقار التحكيم إلى الدعم الفني والتقني