وداع مؤثر يختتم رحلة لطفي لبيب الفنية بعد خمس ساعات من الرحيل: ماذا ترك من بصمة لا تُنسى؟

في الساعات الأخيرة من حياة الفنان لطفي لبيب، شهدت المسيرة الفنية لمبدع من نوع خاص وداعًا مؤلمًا بعد معاناة صحية طويلة أظهرت مدى قوة إرادته وثباته أمام المرض. لطفي لبيب، الذي ترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن بأدواره المتنوعة، رحل عن عمر يناهز 77 عامًا بعد أزمة صحية حادة قادته إلى غرفة العناية المركزة حيث فقد الوعي نتيجة مضاعفات نزيف حاد في الحنجرة والالتهاب الرئوي.

تفاصيل الحالة الصحية وتدهورها بـ لطفي لبيب قبل الوفاة

بدأت رحلة المعاناة الصحية للفنان لطفي لبيب منذ منتصف يوليو، حين دخل المستشفى لأول مرة في 13 يوليو تحت الرعاية المركزة مع حظر الزيارات بسبب خطورة حالته؛ وبعد خمسة أيام شهدت حالته تحسنًا نسبيًا سمح له بالعودة إلى منزله لفترة قصيرة، قبل أن يتدهور وضعه مجددًا مساء يوم الثلاثاء. تعرض لطفي لبيب لأزمة صحية مفاجئة أدت إلى نقله للمستشفى مرة أخرى؛ وبالرغم من المتابعة الطبية المكثفة، تفاقم وضعه بسبب نزيف حاد في الحنجرة، ما تسبب في التهاب رئوي شديد وفقدانه الوعي سريعًا.

مسيرة فنية حافلة ومتنوعة لطفي لبيب تُخلّد اسمه بين كبار فناني مصر

لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل تقليدي، بل فنان متعدد المواهب أضفى على السينما والدراما نكهة خاصة بأدواره المساندة التي جذبت المشاهدين؛ شارك في أكثر من مئة فيلم سينمائي، منها “السفارة في العمارة” مع الزعيم عادل إمام، حيث قدم شخصية السفير الإسرائيلي باحترافية أكسبته احترام النقاد والجمهور. كما تعاون مع نجوم كبار مثل مي عز الدين وحسن حسني ومحمد سعد وأحمد مكي، وكان له دور بارز في دعم العديد من الفنانين الناشئين. في الدراما، تألق لطفي لبيب في أكثر من ثلاثين مسلسلًا مثل “عفاريت عدلي علام”، و”صاحب السعادة”، و”الأسطورة”، موضحًا قدرته على تنويع أدواره بين الجدية والكوميديا، فضلاً عن تجسيد الشخصيات العسكرية والشعبية.

جانب آخر من حياة لطفي لبيب: كاتب ومفكر يعكس خبراته العسكرية والفنية

عندما تحول المرض بين لطفي لبيب والتمثيل، اتجه إلى عالم الكتابة، حيث أصدر مؤلفات فكرية وأعمالًا مخصصة للأطفال، كما وضع سيناريو فيلم “الكتيبة 26” الذي استقى أحداثه من تجربته العسكرية خلال خدمته في الجيش المصري وشهادته على نصر أكتوبر 1973. أكد في لقاءات تليفزيونية أن الفن لا يقتصر على التمثيل فقط، بل يمكن استمراره من خلال الكتابة والحبر، معبرًا عن شغفه الكبير بالفن والإبداع. كان آخر ظهور فني له من خلال فيلم “أنا وابن خالتي” بمشاركة مجموعة متميزة من النجوم، حيث جسد دورًا بسيطًا لكنه ترك أثرًا كما تعود الجمهور عليه في أعماله التي تميزت بالبساطة والاحتراف.

التاريخ الأحداث الصحية
13 يوليو دخول المستشفى ووضعه تحت العناية المركزة مع حظر الزيارات
18 يوليو تحسن مؤقت في الحالة والعودة إلى المنزل
21 يوليو مساء أزمة صحية حادة ونقل للمستشفى مجددًا
الساعات الأولى من يوم الأربعاء تدهور الحالة والوفاة نتيجة النزيف والالتهاب الرئوي

رحيل الفنان لطفي لبيب يشكل خسارة كبيرة، لكن إرثه الفني والثقافي مستمر في إلهام الأجيال الجديدة التي ستظل تدرس أعماله، وتستلهم منه روح التواضع والتفاني التي ميزته في عالم الفن.