دوري المحترفين يواجه عراقيل لوجيستية متجددة.. كيف تؤثر على سير المنافسات؟

ينطلق دوري المحترفين الأردني لكرة القدم غدًا في نسخة استثنائية تتزامن مع تأهل منتخب النشامى إلى نهائيات كأس العالم 2026، وهو إنجاز أثار حماسة الجماهير وأعاد الحيوية للملاعب المحلية، مما رفع مستوى التوقعات تجاه جودة وأداء الدوري الأردني على مختلف المستويات. تتزامن هذه النسخة مع تطلعات الجمهور لموسم احترافي يعكس مكانة الأردن الجديدة في الساحة الكروية، ويجسد التطبيق العملي لإنجاز المنتخب على أرض الواقع.

تحليل تنافس دوري المحترفين الأردني لجذب الجماهير وتعزيز الاحترافية

يدخل دوري المحترفين الأردني منافسة ثلاثية قوية هذا الموسم، يعززها دخول فريق واحد يشارك بدون لاعبين أجانب، حيث يتوقع الشارع الرياضي موسمًا يرتكز على مباريات مثيرة وجوانب تنظيمية احترافية تواكب الإنجاز الكبير لوصول منتخب النشامى للمونديال. ويرى المتابعون أن اتحاد الكرة ووزارة الشباب قاموا بجهود للتطوير، لكن تبقى التساؤلات حول جاهزية الملاعب والتقنيات المستخدمة قائمة، لا سيما غياب تقنية “الفار” والتي ظهرت آثار غيابها بشكل واضح في مباريات كأس السوبر، ما عكس حالة من عدم الرضا بين اللاعبين والجماهير. كذلك لا تخلو الجدولة الزمنية للمباريات من الثغرات، خاصة مع إهمال وضع مباريات فريق السلط على ملعبه، مما قد يؤثر سلبًا على أداء الفريق وقدرته على المنافسة.

تحديات تجهيز الملاعب واحتياجات الجماهير في دوري المحترفين الأردني

لا تزال مشكلة جاهزية الملاعب تمثل عقبة أمام تحسين تجربة دوري المحترفين الأردني، حيث يعاني اللاعبون من أرضيات غير مناسبة، الأمر الذي تسبب في إصابات وأثر على الأداء الفني داخل الملعب، علاوة على إغلاق الملاعب بصفة مفاجئة للصيانة ونقل المواعيد بعد الإعلان عنها. أما الجماهير فتواجه صعوبات في المرافق الأساسية مثل مواقف السيارات والمراحيض، بالإضافة إلى افتقار الملاعب لمناطق مخصصة للعائلات والأطفال، مما يقلل من جودة تجربة حضور المباريات. وتقتضي الحلول المستدامة تطوير شامل في إدارة المدن الرياضية، يشمل تحسين المرافق، تنظيم حركة الدخول والخروج، وتقديم خدمات نقل مجانية خلال أيام المباريات.

آفاق تطوير دوري المحترفين الأردني وتعزيز مكانة كرة القدم المحلية

بالرغم من التحديات التي تطال دوري المحترفين الأردني، تحديدا قضايا الدعم المالي الذي لم يشهد زيادة تذكر، والاستراتيجية الجديدة التي تقضي بإقامة الدوري على ثلاث مراحل رغم اعتراض مدربين عدة، تحوي هذه النسخة فرصًا واعدة للنهوض بالكرة الأردنية فنيًا وجماهيريًا، خصوصًا إذا ما تم استثمار الحماس المونديالي لتطوير بيئة اللعب وتعزيز تجربة الجمهور. من الضروري أن تتضافر جهود اتحاد الكرة، وزارة الشباب، وأندية الدوري لتوفير بيئة احترافية متكاملة يشعر فيها الجميع أنهم جزء من مشروع وطني متطور. يقترح البعض وجوب تطبيق تقنية “الفار” لما لها من دور حاسم في رفع مستوى التحكيم، إلى جانب التركيز على توفير متطلبات الراحة للجمهور واللاعبين على حد سواء لضمان استمرار الزخم وتنمية اللعبة.

يؤكد المتخصصون أهمية أن يصبح دوري المحترفين الأردني نموذجًا رياضيًا متقدمًا يعكس الإنجاز الكبير الذي حققه منتخب النشامى في المونديال، وهذا يتطلب حلولًا عملية على المدى القريب والبعيد، تشمل تحديث البنى التحتية، تطبيق تقنيات حديثة، وتحسين إدارة المنافسات والفعاليات، بما يعزز الثقة لدى اللاعبين والجماهير على حد سواء، ويجعل الدوري منصة حقيقية للارتقاء بكرة القدم الأردنية إلى آفاق أوسع.