هبوط حاد للين يلامس أدنى مستوى خلال 4 أشهر مع تصاعد القلق في طوكيو، ما الأبعاد القادمة؟

تراجع الين الياباني أمام الدولار الأمريكي عاكسًا ضعفًا ملحوظًا في سوق العملات، حيث فقد العملة اليابانية حاجز 150 ين لكل دولار، مسجّلاً أدنى مستوى له خلال الأربعة أشهر الماضية، ومهددًا بأكبر خسارة أسبوعية في عام 2025. يأتي هذا الانخفاض وسط ترقب الأسواق لصدور بيانات الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة، التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحركات العملات.

تطورات سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار في ظل توقعات سوق العملات

شهد الين الياباني انخفاضًا مستمرًا في السوق الآسيوية، حيث تعمق خسائره لثلاثة أيام على التوالي أمام الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى سعر له عند 150.6 ين للدولار ومرتفعًا إلى 150.92 ين خلال التداولات، وهي أعلى نقطة منذ مارس الماضي، مع فقدانه الحاجز النفسي 150 ين. فقد الين 0.85% عند التسوية يوم الخميس بعد صدور بيانات الاستهلاك الشخصي الأمريكية التي فاقت التوقعات، في ظل تراجع الطلب على الين كعملة ملاذ آمن، ذلك بفعل تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في اليابان نتيجة خسارة الحزب الحاكم في انتخابات مجلس الشيوخ. خلال يوليو، تعرض الين لأكبر خسارة شهرية بنسبة 4.8% مقابل الدولار، فيما يحتفظ بخسائر أسبوعية تقارب 2.2% حتى الآن.

السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني وتأثيرها على أداء الين في سوق العملات

قرّر البنك المركزي الياباني الإبقاء على السياسة النقدية الحالية دون تغيير في اجتماع الخميس، مع تثبيت سعر الفائدة عند 0.50%، وهو أعلى معدل منذ 2008، في رابع اجتماع متتالي يثبت فيه الفائدة. أكد البنك أنه سيرتفع بالفائدة إذا ما تطابقت الظروف الاقتصادية مع التوقعات، مع رفع تقديرات مؤشر أسعار المستهلك الأساسي للسنوات المالية القادمة؛ من 2.2% إلى 2.7% لعام 2025، ومن 1.8% إلى 1.7% لعام 2026، وللعام المالي 2027 من 1.9% إلى 2.0%. محافظ البنك “كازو أويدا” أشار إلى أن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان يمثل دعمًا كبيرًا نحو تهيئة المناخ الاقتصادي وتقليل حالة عدم اليقين. ويتواصل تسعير احتمال رفع الفائدة في سبتمبر المقبل بحوالي 50%، وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم والبطالة والأجور لمزيد من تحديد المسار النقدي.

تأثير تحركات الين والدولار على الأسواق المالية وسط ترقب بيانات الوظائف الأمريكية

عبّر وزير المالية الياباني “كاتسونوبو كاتو” عن القلق من تحركات أسعار الصرف الأخيرة، لا سيما هبوط الين لأدنى مستوياته في أربعة أشهر، مؤكدًا أهمية استقرار عملات السوق بما يعكس العوامل الاقتصادية الأساسية، محذرًا من تأثير المضاربات. بالمقابل، واصل مؤشر الدولار الأمريكي الارتفاع للجلسة السابعة على التوالي ليصل إلى 100.15 نقطة، وهو أعلى مستوى في شهرين، مدعومًا بتقليل المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، خاصة بعد الاتفاقات التجارية مع اليابان والاتحاد الأوروبي. يتحدد مستقبل السياسة النقدية الأمريكية بشكل كبير ببيانات الوظائف لشهر يوليو التي ينتظرها المستثمرون، والتي تعد مؤشرًا أساسياً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لتوجيه قرارات أسعار الفائدة، وسط توقعات بأن تحسن هذه البيانات سيُعزز من قوة الدولار ويضغط أكثر على الين.

• تداول الين الياباني يسجل أدنى مستوياته خلال الأشهر الأربعة الماضية مقابل الدولار.
• احتفاظ البنك المركزي الياباني بسعر الفائدة دون تغيير مع استمرار مراقبة المؤشرات الاقتصادية.
• تصاعد الدولار أمام العملات العالمية وسط ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على السياسة النقدية.