تكريم لبنى عبد العزيز في قاعة إيوارت اليوم: كيف تحولت من طالبة جامعية إلى نجمة سينمائية؟

كانت الفنانة لبنى عبد العزيز على الدوام رمزًا متألقًا في عالم السينما المصرية، فقد صنعت لنفسها مكانة فريدة بفضل موهبتها واختياراتها الفنية الدقيقة، ويأتي تكريمها في قاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية في القاهرة ليجسد مسيرة هذه الأيقونة التي بدأت من “فتاة الجامعة” ووصلت إلى القمة.

رحلة لبنى عبد العزيز من فتاة الجامعة إلى نجمة السينما المصرية

ولدت لبنى عبد العزيز عام 1935 وتنقلت خلال دراستها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بين دروس الأدب والدراما، مما منحها خلفية ثقافية واسعة ومهارات لغوية عالية، حيث كانت تتمتع بحضور قوي وفكر راقٍ يميزها عن أقرانها. بدأت مسيرتها السينمائية بفيلم “الوسادة الخالية” عام 1957 إلى جانب عبد الحليم حافظ، حيث لفتت الأنظار بموهبتها الفذة، وتوالت نجاحاتها بأفلام منها “عروس النيل”، “الرسالة”، و”وا إسلاماه”. يعتبر دورها في “عروس النيل” نقطة تحول بارزة أكسبها شهرة واسعة، حتى أنها حصلت على تكريم خاص عام 2022 عن هذا العمل الرائد.

تكريم لبنى عبد العزيز يجسد حياة إنسانة وفنانة بمعانٍ عميقة

الاحتفاء بـ لبنى عبد العزيز ليس مجرد تقدير لفنانة كبيرة، لكنه احتفاء بحياة مليئة بالرقي والإنسانية، فقد حافظت على صوتها المميز وصورتها الراقية رغم أصعب المشاهد التي مرت بها في عالم الفن. يشرح الكاتب الصحفي محمود التميمي، مؤسس مشروع “أرواح في المدينة”، أن هذه الاحتفالية تمثل استرجاعًا لروح القاهرة الأصيلة، إذ تحتفي بجيل صنع الوعي الثقافي في مصر وترك بصماته الخالدة.

العودة إلى خشبة قاعة إيوارت.. مأثرة بين الذكريات والتكريم

تتسم قاعة إيوارت برمزية كبيرة في مسيرة لبنى عبد العزيز، فقد شهدت أول ظهور لها على خشبته في خمسينيات القرن الماضي كلاعبة وممثلة متألقة، وعادت اليوم بعد أكثر من سبعين عامًا لتنال التكريم الذي تستحقه. يحضر المناسبة مجموعة من أبرز رموز الفن والثقافة والإعلام، مما يجعل الأمسية مناسبة لإحياء ذكريات السينما المصرية الذهبية وتكريم واحدة من نجوماها الأبرز.

ظلّت لبنى عبد العزيز مثار إعجاب الجمهور بسبب اختياراتها الحكيمة لأدوارها الفنية وموهبتها اللافتة، على الرغم من محدودية عدد أفلامها مقارنة ببعض نجمات جيلها، كما أدارت قرار اعتزالها بعناية متناهية، فتوقفت عن العمل بعد انتقالها للعيش في الولايات المتحدة، محافظًة على مكانتها كأيقونة أنوثة وعقلانية محترمة.

تكريم لبنى عبد العزيز هو تكريم لروح مصرية أصيلة صنعت تاريخًا فنيًا وإنسانيًا يظل مستمرًا عبر الأجيال، ويُثبت عودتها إلى قاعة الجامعة الأمريكية بعد سبعين عامًا أن الفن الحقيقي لا يبهت بمرور الزمان بل يزداد إشراقًا وتأثيرًا في القلوب.