قطع الأشجار يرفع منسوب الفيضانات بشكل حاد.. ما مدى خطورتها؟

تقطع الأشجار يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي، حيث يؤدي قطع الأشجار إلى فيضانات شديدة تتسبب في أضرار وصفتها الدراسات الحديثة بالخطيرة على المجتمعات والطبيعة على حد سواء. تراجع الغطاء النباتي يقلل من قدرة التربة على امتصاص المياه، مما يسرع من تدفقها نحو الأنهار والمناطق المنخفضة، وينتج عنه فيضانات جارفة تؤدي إلى خسائر بيئية وبشرية كبيرة.

كيف يؤدي قطع الأشجار إلى فيضانات شديدة وتأثيرها على البيئة

تعمل الأشجار على حفظ التربة ومنع انجرافها، إذ تمتاز جذورها بقدرتها على تثبيت التربة بشكل قوي. عند قطع الأشجار، تفقد التربة هذا التماسك، فتصبح أكثر عرضة للجريان السطحي الذي يزيد من سرعة تراكم المياه وتدفقها السريع في فصل الأمطار. هذا التغير يرفع مستويات المياه في الأنهار بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى فيضانات شديدة. إضافة إلى ذلك، يؤدي تقليل غطاء الأشجار إلى انخفاض تبخر المياه من التربة والنباتات، مما يغير دورة المياه الطبيعية ويزيد من مخاطر الفيضانات.

العوامل التي تزيد من مخاطر الفيضانات الناجمة عن قطع الأشجار

قطع الأشجار لا يسبب الفيضانات وحده، بل يتداخل مع عوامل أخرى تزيد من حدة المشكلة، مثل:

  • تغير المناخ الذي يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة ومفاجئة.
  • استخدام الأراضي بشكل غير مستدام، مثل التحضر الزراعي والصناعي.
  • تدهور طبقات التربة بسبب قلة الغطاء النباتي.
  • إزالة الغابات بشكل عشوائي دون إعادة التشجير.

هذه العوامل معًا تجعل أنظمة التصريف الطبيعية غير فعالة، وتزيد من خطر الفيضانات الشديدة التي تهدد المجتمعات القريبة من الغابات والمناطق الحرجية.

السبل الفعالة للحد من فيضانات شديدة الناتجة عن قطع الأشجار

لمواجهة مشكلة الفيضانات الشديدة الناتجة عن قطع الأشجار، يمكن اتخاذ عدة خطوات مهمة، منها:

  • تطبيق سياسات صارمة لحماية الغابات ومنع قطع الأشجار العشوائي.
  • إعادة التشجير وزيادة الغطاء النباتي لتعزيز قدرة التربة على الامتصاص.
  • تبني أساليب زراعية مستدامة تقلل من فقدان التربة وتدهورها.
  • تطوير أنظمة إدارة المياه لتحسين التصريف ومنع تراكم المياه فوق الأرض.

تلك الإجراءات تقلل من سرعة تدفق المياه، وتعزز مقاومة البيئة للفيضانات، مما يساهم في حماية المناطق الحيوية والبشرية من الكوارث المرتبطة بتراكم المياه.

تبيّن من خلال الدراسات أن قطع الأشجار يضاعف من مخاطر الفيضانات الشديدة عبر التأثير على عوامل مهمة في دورة المياه وتماسك التربة، ولهذا فإن التركيز على حماية الغطاء النباتي يشكل خطوة أساسية للحفاظ على التوازن الطبيعي وتقليل الآثار السلبية لهذه الكوارث.