«تأثير مباشر» ارتفاع أسعار النفط بفعل تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين

ارتفعت أسعار النفط بفعل تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، مما ساهم في تخفيف المخاوف المتعلقة بتصاعد النزاع التجاري الذي قد يؤثر سلبًا على الطلب العالمي على الوقود؛ إذ تراجع الضغط على أكبر مستهلكين للنفط في العالم، وهما الولايات المتحدة والصين، بعد الاتفاق على تأجيل زيادة الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا إضافية.

كيف أثر تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين على أسعار النفط

ساهم تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين في دفع أسعار النفط للارتفاع، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة مقدارها 26 سنتًا بما يعادل 0.39% لتصل إلى 66.89 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 22 سنتًا أو 0.34% لتبلغ 64.18 دولارًا للبرميل؛ وقد أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي مدد التعليق على الرسوم الجمركية لفترة 90 يومًا إضافية؛ ما أزال مخاوف المستثمرين من فرض رسوم كبيرة على السلع الصينية في موسم العطلات القادم.

تداعيات تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين على الاقتصاد العالمي وأسواق النفط

أعاد تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين الأمل في حلحلة الخلافات بين أكبر اقتصادين عالميين، خاصة أن فرض الرسوم الجمركية كان يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وبالتالي انخفاض الطلب العالمي على الوقود؛ وهذا بدوره يضغط على أسعار النفط؛ إذ يعكس الاتفاق الحالي رغبة الطرفين في تفادي فرض حظر تجاري شبه كامل قد يضر بالاقتصادين، مع انعكاسات مباشرة على سوق النفط الذي يحظى بأهمية بالغة في الاقتصاد العالمي.

عوامل أخرى تؤثر على أسعار النفط جنبًا إلى جنب مع تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين

تترقب الأسواق جلسات قريبة تجمع بين قادة دول كبرى، منها اجتماع ترامب مع الرئيس الروسي بوتين المقرر في 15 أغسطس/آب بألاسكا، حيث يبحثون سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا التي تؤثر على الإمدادات العالمية للنفط؛ إلى جانب الضغوط الأمريكية المتزايدة على روسيا، خاصة مع التهديد بفرض عقوبات إضافية على مشتري النفط الروسي مثل الصين والهند. إضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية التي ستؤثر في قرارات أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي، فإذا أشارت إلى احتمالية خفض الفائدة، سترتفع أسعار الخام بالتوازي مع تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين.

وكان تمديد هدنة الرسوم الجمركية خطوة مهمة احترازية لتجنب تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي، خاصة مع اقتراب موسم العطلات في الولايات المتحدة وما يصاحبه من زيادة في طلب التجزئة؛ إذ تُبرز هذه الخطوة أهمية استقرار العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين للحفاظ على زخم الطلب على النفط، وهذا ما يعزز الاتجاه الصاعد للأسعار بعد فترة من التقلبات العنيفة.

أما بالنسبة للاجتماع المرتقب بين القادة العالميين، فهو يحمل مؤشرات على تطورات مهمة في ساحة الطاقة، إذ إن التوترات بين الدول الكبرى تؤثر مباشرة على سوق الوقود؛ بالإضافة إلى أن بيانات التضخم الأمريكية تبقى عاملًا رئيسيًا في تحديد توجهات الفيدرالي الأمريكي التي تنعكس بدورها على تحركات أسعار النفط.

لذا، يعد تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين خطوة مؤثرة تعزز من استقرار سوق النفط مؤقتًا، في ظل عوامل خارجية أخرى تظل محل متابعة دقيقة من المستثمرين والمختصين، خصوصًا مع التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تحيط بأسواق النفط العالمية.