«إنجاز تاريخي» بنجاك سيلات منتخب سوري يحقق أربع فضيات وثلاث برونزيات في المشاركة الأولى

بدأ المنتخب السوري للفنون القتالية برياضة “البنجاك سيلات” مشاركته الأولى في بطولة العالم بإندونيسيا بتحقيق أربع ميداليات فضية وثلاث برونزيات، ما يعكس تطورًا ملحوظًا لهذه الرياضة في سوريا رغم حداثتها. شهدت البطولة تألق اللاعب محمد التيناوي بحصوله على الميدالية الفضية، فيما حصد كل من حمزة التيناوي وأحمد شريقي وزين الرفاعية الميداليات البرونزية، في إنجاز هام يبرز مكانة المنتخب السوري في عالم البنجاك سيلات.

تطور رياضة البنجاك سيلات في سوريا وأهميتها القتالية

البنجاك سيلات رياضة قتالية تتميز بأسلوبها المتكامل الذي يجمع بين اللكمات، والركلات، والإسقاطات، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة البيضاء مثل العصا والسكين والنينشاكو، ما يجعلها فن دفاع عن النفس شاملاً ومتفرّدًا بين الفنون القتالية الأخرى؛ وقد بدأت هذه الرياضة تنتشر في سوريا مع بداية تشرين الأول 2023، خاصة في محافظتي دمشق وحلب. يعزز هذا الانتشار حقيقة أن البنجاك سيلات ليست مقصورة على فئة عمرية محددة، حيث يمكن ممارستها من عمر 6 حتى 60 سنة، وتوفر توازنًا مناسبًا بين السلامة والفعالية القتالية، إذ تمنع ضرب الوجه، ما يشكل فارقًا إيجابيًا في تطوير مهارات الدفاع دون تعريض الممارسين لمخاطر كبيرة.

الدعم الإندونيسي وتأثيره على نجاح المنتخب السوري في البنجاك سيلات

يعتبر الدعم الإندونيسي العامل الأبرز في نجاح البنجاك سيلات داخل سوريا، حيث لعبت السفارة الإندونيسية في دمشق دورًا محوريًا تحت إشراف السفير واجد فوزي، إلى جانب مساهمة الخبير ومؤسس اللعبة في سوريا، صفيان رجال، الذي أشرف على اختيار لاعبي المنتخب بالتعاون مع مدربين سوريين وفق معايير دقيقة. لهذه الأسباب، بُنيت خطة تدريبية مشتركة رسمت مسارًا واضحًا أدى إلى تحقيق المنتخب نتائج مشرّفة في أول مشاركة دولية، رغم كافة التحديات المتعلقة بالمعدات والإمكانيات.
معايير اختيار اللاعبين تتضمن الحصول على حزام بدرجة “2 ياسمينه”، والإلمام بأساسيات اللعبة، والإصابة الخالية من العوائق، بالإضافة إلى اجتياز منافسات ضمن وزن كل لاعب، وهذا يضمن مستوى تنافسيًا قويًا ومتوازنًا داخل المنتخب.

منهجيات التدريب والتحديات التي تواجه البنجاك سيلات في سوريا

يُبنى التدريب في رياضة البنجاك سيلات في سوريا على نظام تدريجي يبدأ بتحفيز اللياقة البدنية وتعلم المهارات الأساسية مثل اللكم والركل؛ ثم ينتقل إلى مرحلة “التونجال” التي تجمع بين القتال والرقص التقليدي، مما يعزز مهارات التوازن، ويختتم باستخدام الأسلحة البيضاء بكفاءة. تشمل الجوانب التدريبية الفني منها الدقيقة في الحركات والتسلسل والتوازن، والجوانب البدنية التي تتطلب مرونة وتحملًا وسرعة، فضلاً عن الجانب النفسي الذي يركز على ضبط النفس وتنمية التركيز.
يحرص المدربون على اتباع المعايير الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للبنجاك سيلات (PERSILAT)، مع محاولة تطوير المستوى المحلي وتعزيز قدرات اللاعبين على مختلف المستويات.
غير أن انتشار اللعبة يواجه صعوبات بسبب محدودية عدد المدربين المعتمدين، إذ يبلغ عددهم حوالي 40 مدربًا، مع أن الكثير منهم لا يمارسون الآن التدريب الفعلي، وهو ما يمثل تحديًا أمام توسيع رقعة ممارسة البنجاك سيلات خارج دمشق وحلب.

التحديات المستقبلية والإجراءات المطلوبة لتطوير البنجاك سيلات في سوريا

تواجه البنجاك سيلات في سوريا عدة تحديات منها حداثة الرياضة، وقلة مراكز التدريب المتخصصة، وغياب الدعم الإعلامي والمؤسسي، بالإضافة إلى عدم وجود اتحاد مستقل يدير الشؤون بشكل رسمي، ما يؤثر على وعي المجتمع بالقيم الأخلاقية والتاريخية لهذه الرياضة. يوصي الخبراء بضرورة تأسيس اتحاد متخصص يدعم تطوير اللعبة، ودمجها في نشاطات الأندية والمدارس، وتنظيم بطولات محلية منتظمة لتعزيز إثارة المنافسة بين اللاعبين.
تتضمن الإجراءات أيضًا تدريب مدربين وحكام وإداريين معتمدين، إلى جانب إطلاق حملات تعريفية عامة لتعزيز انتشار اللعبة ونشر قيمها؛ كما يُشجع على دعم المبادرات الشبابية التي تسعى لإنشاء مراكز تدريب مستقلة، لتوسيع قاعدة الممارسين ورفع مستوى الأداء الوطني.

نوع الميدالية اللاعبون السوريون
فضية محمد التيناوي
برونزية حمزة التيناوي، أحمد شريقي، زين الرفاعية