«نمو متصاعد» الأنبار تلحق بكوردستان في النمو وتستعد لعودة المارينز بشكل رسمي

شهدت الأنبار قفزة واسعة في النمو الاقتصادي والاجتماعي، لتصبح بعد إقليم كوردستان ثاني أكثر المناطق العراقية ازدهاراً، وهو تحول ملحوظ بعد سنوات طويلة من الصراعات، حيث تعكس هذه القفزة مدى الترحيب بعودة القوات الأمريكية إلى المحافظة ودورها في دعم الاستقرار والتنمية.

لمحة عن تحول الفلوجة ودورها في زيادة ازدهار الأنبار

كانت الفلوجة في عامي 2004 و2005 مسرحاً لمعارك ضارية بين القوات الأمريكية وتنظيم القاعدة، إذ تحولت شوارعها إلى ساحات قتال عاصفة مع سيطرة التنظيم على العديد من مناطقها؛ حيث استُهدف مشاة البحرية الأمريكية بقناصة التنظيم في الوقت الذي كانت المدينة تتسم بتوترات طائفية وعنف مستمر. ومع ذلك، شهدت الفلوجة اليوم تغيرا جذرياً تحول المدينة إلى مكان يعج بالحياة، إذ تتوزع الأسواق الشعبية التي رغم مظهرها المتداعي تكتظ بالمشترين، وتنتشر المقاهي والمطاعم التي تستقطب زواراً من مختلف الطوائف العراقية، محققة بذلك دفعة اقتصادية وسياحية كبيرة ساهمت بشكل واضح في ازدهار الأنبار.

الرمادي وعوامل التقدم الاقتصادي في ثاني أكثر مناطق العراق ازدهاراً

تتزامن جهود التنمية في الفلوجة مع تطورات بارزة في الرمادي، مركز الأنبار، حيث تعززت البنية التحتية بإضافة مستشفيات وجامعات حديثة، إضافة إلى مشاريع مستمرة لإنشاء مطار جديد وتوسعة شبكة الطرق الممهدة؛ مما يرفع من مكانة الأنبار كثاني أكثر مناطق العراق ازدهاراً بعد إقليم كوردستان. كما تشهد المدينة ريادة في النشاط التجاري، مع امتلاء مستودعات البضائع العالمية على مداخلها، ويعود ذلك إلى الالتزام المجتمعي بتنظيف الشوارع بانتظام مما يحسن البيئة المحيطة ويجذب المزيد من الاستثمار ويحفز نمو السوق المحلي.

ترحيب المجتمع المحلي بعودة المارينز وتأثير الدعم الأمريكي على استقرار الأنبار

رغم التاريخ المضطرب الذي شهدته الأنبار من سنوات العنف ضد القوات الأمريكية، بات المجتمع المحلي اليوم يؤيد عودة مشاة البحرية الأمريكية، حيث أبدى قادة محليون تعاونهم مع القوات التي كانت جزءاً من الجهود السابقة لدحر الإرهاب وإعادة النظام. ويعزى هذا الترحيب إلى عدة عوامل أهمها التغيرات الديموغرافية، إذ ولد أكثر من نصف سكان العراق بعد 2003، بالإضافة إلى تجربة تنظيم داعش التي أوصلت الحاجة إلى دعم أمني قوي وفعّال. تجارب مشابهة في فيتنام وكوريا الجنوبية تثبت أن حضور القوات الأمريكية يمكن أن يصاحبه استقرار اقتصادي وسياسي، مما ينعكس بشكل إيجابي على نمو الأنبار ودورها في المشهد العراقي.

يسرد النمو المتسارع في الأنبار قصة مختلفة عن النزاعات التي مرت بها، فبينما يلوم بعض السياسيين الأمريكيين الإدارة على التدخلات، تظهر الحقائق على الأرض أن الجهد الأمريكي ساهم في إرساء دعائم الاستقرار والنمو بمجتمعات كانت تعيش في ظلال العنف، ما يفتح آفاقاً واعدة لإعادة بناء المناطق المحررة وتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها.