ظهور نادر.. زرع صوت القيثارة القديمة في مهرجان أرض الفنون القتالية 2024

القصة الملهمة لنشر صوت القيثارة القديمة في أرض الفنون القتالية

ولدت نجوين ثي هوا دييم عام 1980 في باك ليو بمقاطعة كا ماو، حيث ترتبط الموسيقى الهاوية الجنوبية التي أدرجتها اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي عام 2013، بروح الشعب وتقاليده العميقة، وقد أسرت نجوين بتعاليم آلة الغوزهينغ الصينية القديمة ذات الصوت النقي والشجي، التي تشبه سردًا روحيًا يُلامس الفؤاد من أول نغمة.

بداية رحلة نجوين ثي هوا دييم في تعلم القيثارة القديمة

قبل أن تعرف نجوين ثي هوا دييم القيثارة الفيتنامية القديمة، جربت تعلمها لفترة قصيرة ثم توقفت بسبب التزامات العمل، لكنها سرعان ما التقت بالأستاذة لين تران في مدينة هو تشي منه، وهي معلمة متخصصة في تعليم هذه الآلة. لما سمعت صوت القيثارة لأول مرة، سحرت نغمتها الفريدة، لتبدأ رحلة دراسة امتدت سبع سنوات، توغلت خلالها في هذا الفن حتى صارت تُدرّس الموسيقى في عدة فصول بمدينة هو تشي منه. وكان اللقاء بمقاطعة جيا لاي بوابة جديدة، حين زارت بينه دينه وأُعجبت بطبيعة المنطقة وناسها، فقررت أن تبقى في آن نون القديمة لنشر صوت القيثارة القديمة في أرض الفنون القتالية التي تشتهر بفنونها التقليدية.

تحديات ونجاحات تعليم القيثارة التقليدية في أرض الفنون القتالية

بدأت نجوين ثي هوا دييم في آن نون بدورة تعليم العزف على آلة الغوزهينغ الصينية، والتي أثارت دهشة الكثيرين كونها أقل شهرة في منطقة تعرف بفنون الهات بوي والباي تشوي والموسيقى الاحتفالية التقليدية؛ ما جعل إقبال الطلاب عليها خافتًا في البداية، فازدادت عزيمتها أن تجد من يشاركها شغفها. التحاق طلاب قليلون في البداية بتلك الحصص، لكنه عبر الصبر والتدريب الهادئ المبهج زاد عددهم تدريجيًا، بحضور محبين للموسيقى التقليدية. ترسخت بذلك مكانة القيثارة القديمة كجسر بين الماضي والحاضر، مع شروحات معمقة وشرح نظريات موسيقية تُسهل على المبتدئين إتقان التقنية لتكون الموسيقى لغة تجمع.

القرية الموسيقية في كوي نون وصدى القيثارة القديمة في حياة الناس

في منتصف يوليو، أُطلق فصل جديد للغوزهينغ في كوي نون بمقاطعة جيا لاي، حضره سبعة طلاب من مختلف الفئات الاجتماعية سواء موظفات أو أصحاب أعمال حرة، في قاعة بسيطة مجهزة عدداً قليلاً من الآلات ولوحة تعليمية للنظريات. أبدى المشاركون انجذابًا للصوت العذب، حيث قالت لي ثي كيم ين، إحدى الطالبات، إنها وجدت في هذه الموسيقى تقاربًا مع الروح وبمحض الصدفة شاركت في الدورة فوصلها شعور بالراحة والاسترخاء. كذلك، عبرت نجو ثي هونغ، موظفة مكتبية، عن شعورها بأن العزف يخفف أعباء العمل اليومية، فتتحول الضغوط إلى نغمات تخلق شعورًا بالسكينة والانسجام.

تجربة نجوين لا تقتصر على تعليم المهارات الفنية فقط، بل تتعداه لتشمل عرض تاريخ القيثارة وثقافتها، حيث تشرح كل نغمة وتقنية نقر الوتر، وتفتح المجال للطلاب ليشعروا بالموسيقى ويعبّروا بها، مما يجعل الصف مساحة للتواصل الروحي وسط انشغالات الحياة اليومية. تستعد الآن لإقامة عروض صغيرة في بعض المعابد، لتقديم القيثارة القديمة كجزء من التراث الشرقي في أرض الفنون القتالية، مما يعكس حرصها على تأصيل هذا التراث رغم كل الصخب حولها.