عملات تتألق والدولار يتراجع.. من هم الرابحون الكبار في 2025؟

الجمعة 14 مارس 2025 | 01:51 مساءً

أسعار العملات

شهد سوق العملات العالمية في عام 2025 تحولات جذرية، حيث واجه الدولار الأمريكي ضغوطًا غير مسبوقة بفعل اضطرابات سياسية واقتصادية، أبرزها عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة وما تبعها من سياسات تجارية مثيرة للجدل. سوق العملات العالمية في عام 2025
رغم أن التعريفات الجمركية عادةً ما تعزز الدولار، إلا أن مخاوف المستثمرين من التأثير السلبي على الاقتصاد الأمريكي أدت إلى تراجعه أمام معظم العملات العالمية، باستثناء الدولار الكندي، فبدلًا من تحقيق مكاسب تقليدية، تراجع الدولار أمام معظم العملات العالمية، متأثرًا بالمخاوف من الركود وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية.في المقابل، شهدت عملات مثل اليورو، الين الياباني، والتاج السويدي ارتفاعًا ملحوظًا، مما يعكس تحوّل موازين القوى في الأسواق المالية العالمية.

اليورو الأوروبي
كان اليورو من أبرز الفائزين هذا العام، مستفيدًا من قرار ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية، وحقق مكاسب أسبوعية غير مسبوقة مقابل الدولار منذ 2009، ليصل إلى 1.09 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الانتخابات الأمريكية.ويتوقع بنك أوف أستراليا ارتفاعه إلى 1.15 دولار بحلول نهاية العام، كما حقق اليورو مكاسب أمام الجنيه الإسترليني والفرنك السويسري، مع تحوّل في التوقعات بشأن السياسة النقدية الأوروبية وزيادة الإنفاق الدفاعي في القارة.الين الياباني
حقق الين مكاسب بلغت 6% مقابل الدولار هذا العام، مدعومًا بارتفاع أسعار الفائدة في اليابان وزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط التوترات الاقتصادية.
ويرى المحللون أن الين قد يواصل مكاسبه، خاصة مع إمكانية تسريع بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة استجابةً لزيادات الأجور الكبيرة التي حصلت عليها النقابات، كما عزز المضاربون رهانهم على استمرار ارتفاع الين، مستفيدين من الفارق بين تكاليف الاقتراض الأمريكية واليابانية.
عملات كندا والمكسيك
بالرغم من تراجع الضغوط على العملات الكندية والمكسيكية، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة، حيث ارتفع البيزو المكسيكي بنسبة 5% من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، ليعود إلى مستويات ما قبل الانتخابات الأمريكية.في المقابل، لا يزال الدولار الكندي يعاني من علاوة مخاطرة بنسبة 2% بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، كما أن رد كندا بفرض تعريفات مضادة شجع بنك كندا على خفض أسعار الفائدة، ما ساهم في بقاء التقلبات مرتفعة.
اليوان الصيني
رغم التوقعات بأن يكون اليوان الصيني من أكبر المتضررين من سياسات ترامب التجارية، إلا أنه أظهر مرونة ملحوظة، متداولًا عند 7.25 يوان للدولار، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن العملات الآسيوية الناشئة الأخرى ارتفعت بأكثر من اليوان، مما ساعد المصدرين الصينيين على البقاء تنافسيين.
التاج السويدي
كان التاج السويدي من أقوى العملات أداءً هذا العام، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 9% مقابل الدولار ليصل إلى أقوى مستوياته منذ أواخر 2023، ويرجع ذلك إلى الأداء القوي للأسهم الأوروبية، والتوقعات المتفائلة بشأن الاقتصاد السويدي، بالإضافة إلى زيادة مخزونات الدفاع، حيث تتمتع السويد بتمثيل قوي في أسواق أسهم الصناعات الدفاعية الأوروبية.وبينما يواجه الدولار تحديات كبيرة، حققت عملات مثل اليورو، والين الياباني، والبيزو المكسيكي، واليوان الصيني، والتاج السويدي مكاسب قوية، مستفيدةً من السياسات النقدية والتطورات الاقتصادية العالمية.ومع استمرار حالة عدم اليقين، تبقى العملات العالمية في حالة من الترقب لمزيد من التقلبات خلال بقية العام. 

close