ظهور نادر لسامح حسين.. كيف تحول من “رمزي” إلى نجم الكوميديا المصرية المعاصرة؟

سامح حسين يُعتبر من ألمع نجوم الكوميديا المصرية المعاصرة، حيث استطاع أن يبرز بموهبته الفريدة وخفة ظله، مما جعله يحتل مكانة مميزة في قلوب الجمهور ويقدم أعمالًا تجمع بين الترفيه والرسائل الاجتماعية بمهارة عالية.

بدايات سامح حسين والمسيرة الفنية الأولى

بدأت قصة سامح حسين في حي شبرا الشعبي بالقاهرة عام 1975، حيث وُلد لأبوين من طبقة متوسطة، ودرس الحقوق في جامعة عين شمس قبل أن يلتحق بكلية الآداب– قسم المسرح في جامعة حلوان لإشباع شغفه بالفن. انتقل سامح من الدراسة إلى التدريب العملي في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، حيث تلقى تدريبه تحت إشراف مخرجين مخضرمين، وعمل كمساعد مخرج لعدة سنوات، ما ساعده على التمهيد لانطلاقته الفنية الحقيقية لاحقًا.

شخصية رمزي في مسلسل “راجل وست ستات” ونقطة التحول في مسيرته

دخل سامح حسين إلى قمة الشهرة عام 2007 من خلال شخصية “رمزي” في مسلسل السيت كوم “راجل وست ستات”؛ حيث رسخ هذه الشخصية الشابة الساذجة ذات التعبيرات الطريفة وعبارته الشهيرة “دووولة… حبيبي”، ما جعله يكتسب قاعدة جماهيرية واسعة ويصبح من أبرز ممثلي الكوميديا المصرية. ازدانت هذه المرحلة بتقديمه شخصيات كوميدية محببة تحمل لمسات اجتماعية، حملت اسمه إلى فضاءات أرحب.

أبرز الأعمال الفنية والإنجازات التي ميزت مسيرة سامح حسين

خلال مسيرته، استطاع سامح حسين أن يقدم مجموعة متنوعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي أسهمت في تعزيز مكانته، منها:

  • أفلامه السينمائية التي تضم: “الحكاية دول حكاية” (1999)، “إتش دبور” (2008)، “طباخ الريس” (2008)، “الدادة دودي” (2008)، “30 فبراير” (2012)، “كلبي دليلي” (2013)، “الرجل الأخطر” (2018)، “عيش حياتك” (2019)، و”ساندويتش عيال” (2024)
  • المسلسلات التلفزيونية التي كانت من أبرزها: “راجل وست ستات” (2007)، “عبودة ماركة مسجلة” (2009) التي كانت أول بطولة مطلقة له، “اللص والكتاب” (2010)، “حاميها وحراميها” (2013)، “سرايا حمدين” (2018)، و”عودة الأب الضال” (2022)
  • الإنتاج الفني لأعمال الأطفال من خلال مسلسل الرسوم المتحركة “القبطان عزوز”، الذي أصبح من الأعمال المحببة لجيل كبير من الصغار

حصل سامح حسين على مجموعة جوائز تقديرية من أبرزها جائزة أفضل ممثل صاعد في مهرجان القاهرة للإعلام العربي (2008)، وجائزة “الدير جيست” لأفضل ممثل كوميدي تلفزيوني (2009)، والجائزة الذهبية لأفضل مسلسل اجتماعي في مهرجان الإعلام العربي بالأردن (2010)، مما يؤكد جودة الأداء والموهبة التي يتمتع بها.

عام 2025، استمرت جهود سامح حسين في المساهمة الفنية من خلال برنامج “قطايف” الذي عُرض خلال شهر رمضان على منصات رقمية مثل يوتيوب، حيث تناول البرنامج موضوعات تربوية وقيمية نالت إعجاب المتابعين، وحظي بإشادة من الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار القوات المسلحة، تلاها تكريم رسمي من وزارة الأوقاف المصرية.

كما نال سامح حسين الإقامة الذهبية في الإمارات خلال نفس العام، تقديرًا لمسيرته وإسهاماته الثقافية والفنية، ما يعكس مكانته كأحد أعمدة الكوميديا المصرية المعاصرة.

تُظهر رحلة سامح حسين من شخصية “رمزي” إلى مبدع في مجالات عدة، كيف يمكن لفنان أن يعبر من بدايات متواضعة إلى النجومية والاعتراف الرسمي، محافظًا على توازن بين المرح والرسائل الإنسانية، ليترك بصمة لا تمحى في الساحة الفنية.