إرث برشلونة.. لابورتا يتحول من منبوذ إلى رمز تاريخي في النادي

تواجه الإدارة الحالية لنادي برشلونة تحديات كبيرة، لكن مقارنة بالوضع الذي كان عليه النادي قبل أكثر من عقد، يظهر فرق واضح في كيفية التعامل مع إرث الإدارة السابقة التي قادها لابورتا، خاصة من الناحية المالية والرياضية.

كيف أثر تورط الإدارة السابقة على الحسابات المالية لبرشلونة

عندما استلم ساندرو روسيل رئاسة برشلونة عام 2010، كانت أولى خطواته إعادة تنظيم الحسابات المالية التي ورثها من إدارة لابورتا، والتي كشفت عن خسائر مالية بحوالي 50 مليون يورو؛ ثم تم تعديل هذه الأرقام لاحقًا بأحكام قضائية، مما أثار جدلاً واسعًا وأدى إلى رفع دعاوى قانونية ضد لابورتا وفريقه السابق داخل أروقة النادي. لم تكن الأزمة محصورة بالأرقام فقط، بل تعمقت الأزمة إلى انتشار فكرة أن النادي كان يعاني من خراب مالي وإداري، رغم وجود نجوم عالمية في الفريق وأحد أفضل المدربين في التاريخ.

تقييم إرث لابورتا من الناحية الرياضية والمالية بعد عام 2010

الفريق الذي استلمه روسيل كان يضم لاعبين يعتبرون من الأعمدة الأساسية التي لبنوا بها فلسفة برشلونة، مثل ميسي وتشافي وإنييستا وبويول وبيكيه وفالديس وألفيس وبوسكيتس، تحت قيادة بيب غوارديولا؛ وهذا يعكس مدى قيمة وإمكانات الفريق التي لا تُقدّر بثمن، رغم الادعاءات التي روجت بأنها كانت في حالة انهيار. لهذا، فإن تقييم الإرث المالي والرياضي عقب 2010 يوضح أن النادي لم يكن في وضع كارثي كما سعى بعض المسؤولين لتصويره، بل كان يزخر بأساسيات النجاح التي أسهمت في فصول من التاريخ الكروي المضيء.

كيف تغير موقف الإدارة الجديدة تجاه إرث لابورتا في برشلونة اليوم

تختلف الإدارة الحالية تمامًا عن ما كان عليه الحال منذ عقد من الزمن؛ إذ لا تبدو مشغولة بنفس القدر بتركة لابورتا السابقة، وهو ما يشكل تحولًا جليًا مقارنة بسياسات 2010 التي كانت تقود إلى تجريم تلك الإدارة؛ فالآن، ومع استمرار العمل على تطوير منشآت النادي، وبناء فريق قوي يشكل مصدر فخر لكل مشجعي برشلونة، يرى كثيرون أن الإرث الحقيقي الذي يتركه لابورتا يتمثل في ملعب جديد وقاعدة رياضية متينة بينما النادي يواصل مواجهة التحديات التي قد تبدو أحيانًا شبيهة بفوضى ما بعد حرب.

العام الأحداث المالية الحالة الرياضية للفريق
2010 كشف خسائر تقدر بـ 50 مليون يورو، ودعاوى قضائية ضد لابورتا فريق يضم ميسي، تشافي، إنييستا، بيكيه، بقيادة بيب غوارديولا
2010-2020 تدهور صورة النادي المالي، تصعيد القضايا القانونية سعي لإخفاء الأزمة رغم وجود لاعبين كبار
2023 تركيز أقل على ماضي لابورتا، واعتراف بإرثه الرياضي والبنياني عمل على تطوير ملعب جديد وبناء فريق قوي

تُظهر هذه المرحلة أن مفاهيم الإدارة تجاه إرث برشلونة تطورت من التركيز الحاد على الأخطاء السابقة إلى الاعتراف بالقيمة الحقيقية لما تم بناؤه أساسًا، وهذا يساعد في توجيه مستقبل النادي ضمن مسار أكثر استقرارًا رغم التحديات العديدة التي تواجهها. يبقى أن الإرث المعقد الذي تركه لابورتا يحظى بأهمية متزايدة في رسم ملامح المستقبل، بينما يحاول النادي المضي قدمًا مع الحفاظ على معاييره التاريخية وقيمه الرياضية الأصيلة.