سعر الذهب.. ارتفاع جديد عالمي بعد تصريح ترامب يؤثر على السوق

ارتفع سعر الذهب العالمي إلى أعلى مستوى في أسبوعين خلال تداولات الثلاثاء، متأثرًا بتراجع الدولار بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة ليزا كوك محافظة الاحتياطي الفيدرالي، وهي خطوة أثارت القلق بشأن استقلالية البنك الفيدرالي وأدت إلى ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تأثير إقالة محافظة البنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الذهب العالمي

أقدم ترامب على إجراء غير مسبوق بإقالة ليزا كوك، محافظة البنك الاحتياطي الفيدرالي، يوم الاثنين الماضي، على خلفية مزاعم بسوء إدارة قروض الرهن العقاري، والتي نفته كوك بشدة مؤكدًة عدم شرعية هذا القرار ورغبتها في البقاء في منصبها. هذه الخطوة تمثل أحدث هجوم من ترامب على الاحتياطي الفيدرالي، وتأتي في إطار سعيه لتعزيز نفوذه على سياسة البنك في تحديد أسعار الفائدة.
قد يمكن تعيين بديل يناصر ترامب من منح نفوذ أكبر داخل لجنة الاحتياطي الفيدرالي المكونة من سبعة أعضاء، التي تضم حاليًا اثنين من مرشحيه هم المحافظ كريستوفر والر ونائبة رئيس الإشراف ميشيل بومان.
أثارت تصريحات ترامب المتكررة تجاه كوك موجة من القلق بين المتداولين، مما دفع المزيد من الأموال تتجه نحو الذهب، خاصة مع توقعات أن تعيد الإدارة تشكيل الاحتياطي ليصبح أكثر انفتاحًا على التيسير الكمي، وهذا قد يضعف قيمة الدولار ويخفض عوائد السندات، عوامل تدعم ارتفاع سعر الذهب العالمي.

دور احتمالات خفض أسعار الفائدة في تعزيز سعر الذهب العالمي

في وقت سابق من الأسبوع، ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى احتمال خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم للبنك، مؤكدًا أن المخاطر التي تتعرض لها سوق العمل آخذة في التزايد، رغم أن التضخم لا يزال يمثل تحديًا يستوجب مراقبة دقيقة.
انخفاض أسعار الفائدة يقلل عوائد السندات الحكومية الأمريكية، ما يجعل الذهب، الذي لا يدر عوائد، خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين، حيث تصبح تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب أقل.
يظهر الطلب المتزايد من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب توجهًا واضحًا نحو الاستثمار في هذا المعدن خلال الفترة الحالية، مما يعزز من قوة سعر الذهب العالمي ويزيد من قابليته للصعود وسط بيئة مالية غير مستقرة.

مستويات الدعم والارتفاعات المتوقعة لسعر الذهب العالمي

شهد سعر أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3386 دولارًا، أعلى مستوى له خلال أسبوعين، بعد بداية تداولات عند 3366 دولارًا، ويتداول حاليًا بالقرب من 3377 دولارًا للأونصة.
مع ذلك، لا يزال التذبذب يسيطر على تحركات السعر منذ بداية الأسبوع، خاصة مع وجود مستوى دعم مهم عند 3350 دولارًا للأونصة، والذي يعتبر نقطة محورية يستطيع من خلالها السعر دفع نفسه نحو مزيد من الارتفاعات.
الحالة الحالية تعكس مزيجًا من العوامل السياسية والاقتصادية التي تؤثر على سعر الذهب العالمي، مع بقاء المتداولين في حالة ترقب لأي تطورات جديدة قد تُعيد تشكيل المشهد المالي الأمريكي وسوق المعادن النفيسة بشكل عام.