نتيجة ديربي العاصمة.. التعادل السلبي يحسم مباراة اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر اليوم

يُعد تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية بين المولودية والاتحاد سجلاً حافلاً بالمواجهات النارية والمنافسة الشديدة التي تتجاوز حدود الملعب، إلا أن آخر فصول هذا الصراع انتهى بتعادل سلبي باهت على أرضية ملعب تشاكر بالبليدة، ما أضاف نقطة واحدة فقط لكل فريق في مستهل مشوارهما بالدوري المحلي للموسم الجديد، تاركًا الجماهير في حالة من الترقب للمواجهات القادمة.

انطلقت صافرة بداية هذا اللقاء المنتظر ضمن فعاليات الجولة الثانية من الدوري الجزائري، لكنه لم يرقَ لمستوى التوقعات، حيث خرج كل من بطل الجزائر وغريمه التقليدي بنقطة وحيدة، مع وجود مباراة مؤجلة لكل منهما، فيواجه المولودية فريق شباب بلوزداد لاحقًا، بينما يلتقي الاتحاد مع شبيبة القبائل، وقد جاء هذا التأجيل نتيجة لارتباط عدد من لاعبي هذه الأندية بمشاركة المنتخب الجزائري في بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين، وهي البطولة التي لم يكتب فيها النجاح للخضر بعد خروجهم من الدور ربع النهائي على يد المنتخب السوداني، ما ألقى بظلاله على الحالة المعنوية العامة للاعبين.

ديربي بلا طعم.. كيف أثرت القرارات التنظيمية على تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية؟

أثارت القرارات الأخيرة التي اتخذتها الرابطة الوطنية لكرة القدم موجة من الجدل الواسع في الأوساط الرياضية والجماهيرية، حيث تم اتخاذ قرار بمنع جماهير الفريق الزائر من الحضور، ونقل المباراة إلى مدينة البليدة بدلًا من ملعبها التاريخي، ما شكل ضربة قوية لروح هذا الديربي الذي يمتلك صدى واسعًا داخل الجزائر وخارجها، فهذه المواجهة لا تمثل مجرد مباراة في كرة القدم، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية بين المولودية والاتحاد، وتلك الإجراءات أفقدتها الكثير من بريقها المعتاد، حيث اقتصر الحضور الجماهيري على أنصار اتحاد العاصمة فقط وبأعداد محدودة لم تتجاوز 6 آلاف متفرج، وهو مشهد يختلف كليًا عن الأجواء الحماسية التي كانت تملأ مدرجات ملعب “5 يوليو 1962” في العاصمة خلال المواجهات السابقة بين العملاقين، ويمكن تلخيص العوامل التي أثرت سلبًا على المباراة في النقاط التالية:

  • إقامة المباراة في ملعب تشاكر بمدينة البليدة بدلاً من العاصمة.
  • منع جماهير الفريق الضيف، مولودية الجزائر، من الحضور.
  • تحديد عدد الحضور الجماهيري بـ 6 آلاف مشجع فقط لأنصار الاتحاد.

أرقام وإحصائيات تكشف تفوق المولودية في تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية

بالنظر إلى السجل الرقمي لهذا الصراع الكروي الممتد، يظهر تفوق واضح لنادي مولودية الجزائر، فمن أصل 119 مواجهة جمعت الفريقين عبر تاريخهما، منها 117 مباراة أقيمت بعد استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962، تمكن فريق المولودية من تحقيق الفوز في 46 مناسبة، بينما كان الانتصار حليفًا لغريمه اتحاد العاصمة في 32 مباراة فقط، في حين حسم التعادل نتيجة 41 لقاءً بينهما، كان آخرها التعادل السلبي الأخير، وهذا السجل الإحصائي الغني يعكس عمق المنافسة ويجسد أهمية كل مواجهة في تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية بين المولودية والاتحاد، حيث يترقب عشاق الفريقين كل مباراة لتحديث هذه الأرقام التي تروي قصة تفوق أو مقاومة.

أول مواجهة في تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية بين المولودية والاتحاد

تعود أولى صفحات تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية بين المولودية والاتحاد إلى ما قبل استقلال البلاد، حيث لُعب اللقاء الأول بينهما يوم 4 يناير من عام 1948، وذلك ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس “فوركوني”، التي كانت تجمع آنذاك كافة الأندية التابعة لرابطة الجزائر، سواء كانت أندية جزائرية أم فرنسية، وقد انتهت تلك المباراة التاريخية بفوز المولودية بنتيجة هدفين دون مقابل، أما أول ديربي بعد الاستقلال فقد أقيم يوم 9 مايو 1963، وشهد انتصارًا لاتحاد العاصمة بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، لتبدأ منذ ذلك الحين فصول جديدة من هذا الصراع الأزلي.

وهكذا، يضيف التعادل الأخير صفحة جديدة ومحايدة إلى السجل الممتد والعريق الذي يوثق تاريخ ديربي العاصمة الجزائرية بين المولودية والاتحاد، تاركًا الجماهير في حالة من الحنين إلى اللقاءات الصاخبة التي كانت تملأ المدرجات بالحياة والحماس، وتجسد المعنى الحقيقي للمنافسة الرياضية الشريفة بين قطبي العاصمة.