إعلان رسمي عن إنشاء إقليم في سوريا خلال وقفة احتجاجية في القامشلي (صور)

الإعلان عن إنشاء إقليم جبل العرب في سوريا تزامناً مع وقفة احتجاجية بالقامشلي يعكس تصاعد الأوضاع الأمنية والسياسية في شمال شرق سوريا ومحافظة السويداء الجنوبية، حيث عبّر نشطاء وفعاليات مدنية عن تضامنهم مع ضحايا العنف في السويداء، مردّدين مطالب العدالة والمساءلة ضد الانتهاكات التي صاحبت الاشتباكات الأخيرة في المنطقة.

تفاصيل الإعلان عن إنشاء إقليم جبل العرب في سوريا وسط احتجاجات بالقامشلي

شهدت مدينة القامشلي، الواقعة شمال شرق سوريا، وقفة احتجاجية حاشدة نظمها نشطاء وفعاليات مدنية يوم الجمعة، تضامناً مع ضحايا العنف الذي شهدته محافظة السويداء جنوب البلاد. تزامن هذا الحدث مع إعلان مجموعة من أبناء السويداء تأسيس “إقليم جبل العرب”، كخطوة تهدف إلى استعادة القرار المحلي وكرامة الإنسان في مواجهة التحديات الراهنة. رفع المشاركون في الوقفة لافتات تطالب بالعدالة والمساءلة، تتضمن شعارات مثل: “العدالة لضحايا الانتهاكات في السويداء.. لا للإفلات من العقاب”، و”نريد وطنًا نحيا فيه لا نموت فيه”، كما دعت لافتات أخرى إلى السماح لوسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى السويداء لمتابعة الأوضاع الإنسانية والأمنية على الأرض.

الحقوقي زكي حجي، أحد المشاركين في الوقفة، أوضح لوكالة شفق نيوز أن التضامن مع المكوّن الدرزي في السويداء يأتي في مواجهة استهداف ممنهج شبيه بما شهدته مناطق الساحل السوري سابقًا، من قتل وتعذيب وتدمير، وهي سياسة يتهم الحكومة الانتقالية باتباعها. وأضاف حجي أن هناك سياسات تهدد شمال شرق سوريا والمكوّن الكردي، من خلال تجييش الطابع القبلي والعشائري، ما يزيد الانقسامات ويحول دون بناء دولة ديمقراطية تحترم الكرامة والحريات العامة.

الواقع الإنساني في السويداء ودعوات إنسانية متزايدة وسط اشتباكات متصاعدة

قالت الناشطة الدرزية رُبا الفليحات، المقيمة في القامشلي وأحد أبناء السويداء، إن العنف الوحشي أسفر عن فقدان العشرات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ وذوو احتياجات خاصة، مضيفة أن هناك نحو 80 امرأة ما تزال مخطوفة دون معرفة مصيرهن. بدوره، ناشد ضياء العبدالله، أيضاً من أبناء السويداء في القامشلي، بضرورة فتح ممرات آمنة وتشكيل لجان تحقيق دولية لكشف الحقائق، مبرزاً أن الخدمات الأساسية مقطوعة تمامًا، وأن المدنيين، خاصة النساء والأطفال، بالإضافة إلى المشافي، بحاجة إلى مساعدات عاجلة.

على الصعيد الدولي، أدانت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أعمال العنف، ودعت إلى إجراء تحقيق شفاف ونزيه مع محاسبة المتورطين، مؤكدة ضرورة احترام وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به مؤخرًا. كما أكد الاتحاد دعم تقديم المساعدات الإنسانية، مطالباً بضمان وصولها دون عوائق، وخاصة في قطاعات الصحة والمياه والغذاء.

شهدت السويداء خلال الأسبوع الماضي اشتباكات شديدة بين مجموعات درزية محلية ومسلحين من عشائر بدوية، استندت إلى خلافات متراكمة، ثم تدخلت قوات الحكومة الانتقالية، مما أدى إلى تصعيد ملتبس مع قصف إسرائيلي طاول مواقع حكومية في السويداء ودمشق ودرعا. وفي أعقاب التصعيد، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار شمل انسحاب القوات الحكومية ووقف جميع العمليات العسكرية.

الرقم عدد القتلى
إجمالي القتلى 1386
المدنيون الذين أُعدموا ميدانيًا 238

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغت حصيلة الاشتباكات 1386 قتيلاً من مختلف الأطراف، من بينهم 238 مدنياً تعرضوا للإعدام الميداني على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تتغير مع استمرار التوثيق.

تأسيس الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب في السويداء: رؤية جديدة للحكم والعدالة

أصدرت مجموعة من أبناء محافظة السويداء بياناً رسمياً تعلن فيه تأسيس “الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب”، واصفين هذه المبادرة بأنها ثورية تستهدف استعادة القرار وكرامة الإنسان في المنطقة. أكد البيان أن الإدارة تمثل إرادة الشعب وتعتمد على قيم التعددية وحقوق الإنسان، مع رفض تام لأي وصاية أو سلطة ديكتاتورية.

وجاء في نص البيان بأن المشروع يهدف إلى بناء حكم عادل في سوريا حرة وآمنة، ووجّه تحية إلى “رجال الكرامة” في السويداء الذين يستخدمون السلاح للدفاع عن النفس لا ضد الأخوة، معتبرين الخطوة ضمن مشروع وطني جامع لكل السوريين. وقد تم توقيع البيان باسم “الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب – السويداء” بتاريخ 21 تموز/يوليو 2025.

  • الاستناد إلى التعددية وحقوق الإنسان في الحكم
  • رفض الوصاية والسلطة الديكتاتورية
  • بناء سوريا عادلة وآمنة
  • الدفاع عن القضية الوطنية بالسلاح في مواجهة المعتدين فقط