وفاة شيخ القراء الذي درّب محمد أيوب وعلي جابر في المسجد

الشيخ بشير أحمد صديق يُعتبر من أبرز معلمي تجويد القرآن في المسجد النبوي الشريف، حيث كرّس أكثر من ستين عامًا لتعليم القرآن وتجويده داخل الحرم النبوي، محققًا تأثيرًا عميقًا في عالم تعليم تلاوة القرآن الكريم بشكل صحيح ومتقن؛ ويظل أثره مستمراً بين الأجيال التي تخرجت على يديه.

الشيخ بشير أحمد صديق ودوره البارز في تعليم تجويد القرآن الكريم بالحرم النبوي الشريف

انطلقت مسيرة الشيخ بشير أحمد صديق التعليمية من الهند إلى المدينة المنورة، حيث اختار الحرم النبوي مكانًا لتعليم تجويد القرآن الكريم بشكل دقيق ومتقن؛ فقد مزج بين الحفظ المتقن للآيات وبين أساليب تدريس حديثة ومتوافقة مع روح الحرم الشريف، مما أكسبه مكانة متميزة كمعلم مخلص وموثوق، استقبل الطلاب من مختلف البلاد، وعلّمهم قواعد التجويد بعمق وتطبيق عملي يرتكز على الأصالة والالتزام؛ وهذا ما جعله مثالًا متفردًا في تعليم تجويد القرآن داخل المسجد النبوي وخارجه.

تخريج كبار القراء وتأثير الشيخ بشير أحمد صديق في تعليم تجويد القرآن داخل الحرمين الشريفين

ترك الشيخ بشير أثرًا جليًا في تخريج عدد كبير من كبار قراء الحرمين الشريفين، الذين أصبحوا رموزًا في عالم التلاوة، من بينهم الشيخ محمد أيوب إمام المسجد النبوي والشيخ علي جابر إمام الحرم المكي، حيث لم تقتصر مساهمته على حفظ القرآن فقط، بل شملت صناعة قارئ متكامل يجمع بين الحفظ والتجويد والفقه؛ إذ كان يهتم بتطوير مهارات التلاوة التي ترتقي بأداء القارئ إلى مستوى يُحافظ على قدسية النص وروحه، ما يعكس دور الشيخ كمعلم فذ صقل جيلًا من القراء المتميزين يعكسون قيمة تجويد القرآن في أقدس الأماكن الإسلامية.

مراسم صلاة الجنازة ودلالات التقدير العميق لشيخ تجويد القرآن في المسجد النبوي الشريف

شهد المسجد النبوي صلاة جنازة مهيبة للشيخ بشير أحمد صديق بعد وفاته عن عمر يناهز التسعين، تعبيرًا عن المكانة الرفيعة التي نالها بين العلماء وطلبة العلم؛ فقد غص الحرم بحضور كثيف من المهتمين بالقرآن ومحبيه، ما يؤكد الروابط الوثيقة التي نشأها الشيخ مع تلاميذه ومحبيه على مدى عقود؛ تجلّى هذا في مشهد يعبّر عن الإكبار والاحترام لمسيرته التي كرّسها لتعليم وتجويد القرآن، مستمرًا في الذاكرة كأحد أعلام تعليم تجويد القرآن في المسجد النبوي الشريف.