«ذكريات هاربة» رياضة إلكترونية مع ريترو بارك حنين الثمانينات والتسعينات في بطولة العالم

الألعاب الإلكترونية عبر التاريخ: تطور الأجهزة والمنصات وتأثيرها على المشهد السعودي

شهدت صناعة الألعاب الإلكترونية عبر العقود الماضية تطورات ملحوظة وسريعة، حيث لعبت الأجهزة والمنصات المختلفة دورًا حاسمًا في تشكيل مراحل متعددة من نمو هذه الصناعة، مما جعل تجربة اللعب تتغير جذريًا مع مرور الزمن، وامتدت من البدايات الكلاسيكية إلى التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي.

رحلة تطور الأجهزة والمنصات في صناعة الألعاب الإلكترونية

بدأت قصة صناعة الألعاب الإلكترونية بجهاز «أوديسي» عام 1972، وهو أول جهاز ألعاب منزلي في التاريخ، ليُمهّد الطريق أمام جيل جديد من اللاعبين حول العالم؛ استمرت هذه الرحلة مع جهاز «أتاري» الذي ظهر في سبعينات القرن الماضي وحقق شهرة واسعة بفضل لعبة «باك مان» الشهيرة، ولاحقًا شهد عام 1983 إطلاق أول جهاز ألعاب منزلي معرب في العالم العربي المعروف بـ «جهاز صخر»، تلاه جهاز «العائلة» الذي ارتبط بذاكرة جيل كامل عبر لعبة ماريو الكلاسيكية.

دخلت التسعينات مرحلة مهمة مع بزوغ جهاز «سوبر نينتندو» في بداية العقد، ومعه إصدار «سوبر ماريو ورلد» عام 1993 الذي أثار حماس اللاعبين؛ كما انتشرت أجهزة «الآركيد» في صالات الألعاب، ثم تحولت أشهر ألعابها إلى الأجهزة المحمولة، مما سهل على المستخدمين اللعب في أي مكان وزمان؛ وفي 1996 لُقّن السوق درسًا جديدًا حين أطلقت شركة سوني جهاز بلايستيشن الذي حقق نجاحًا كبيرًا بفضل لعبته الشهيرة «كراش»، واختتم العقد إطلاق جهاز «سيغا دريم كاست» الذي أضاف مزيدًا من التنوع.

تطور صناعة الألعاب الإلكترونية في الألفية الجديدة وتأثيرها على المحتوى الرقمي

شهدت الألفية الجديدة نقلة نوعية في صناعة الألعاب الإلكترونية، إذ طرحت بلايستيشن 2 وبلايستيشن 3، اللذان جلبا ألعابًا بارزة مثل «راتشت آند كلانك» و«بلاك أوبس»، بينما قدمت «نينتندو» جهاز ويي الذي حقق نجاحًا لافتًا بفضل أسلوب اللعب التفاعلي؛ تزامن ذلك مع بروز الأجهزة المحمولة من نينتندو وبلايستيشن، كما وفّر ظهور موقع يوتيوب عام 2005 منصة جديدة لمحتوى ألعاب إلكترونية مثل «Let’s Play» والمراجعات التقنية، مما ساهم في تعزيز ثقافة الألعاب وزيادة التواصل بين اللاعبين.

في العقد الثاني من الألفية استمرت صناعة الألعاب الإلكترونية بالتوسع، حيث برزت الألعاب التي تعتمد على التفاعل الحركي مثل «Just Dance»، واحتلت ثقافة «الميمز» وردود الفعل مكانة بارزة بين اللاعبين ورواد الإنترنت؛ هذه الظاهرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة المستخدم الرقمية، الأمر الذي منح الألعاب الإلكترونية أبعادًا اجتماعية جديدة.

صناعة الألعاب الإلكترونية في السعودية ودورها في تحقيق رؤية 2030

أصبحت صناعة الألعاب الإلكترونية في السعودية جزءًا فعالًا من التطور العالمي؛ فقد شهدت المملكة نموًا ملحوظًا في أعداد اللاعبين وصناع المحتوى، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تعزز قطاع الألعاب ضمن مسارات التحول الرقمي وتمكين الشباب؛ تعكس البطولات المحلية والعالمية مثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة في الرياض مكانة المملكة الإقليمية والعالمية المتقدمة في هذا القطاع المزدهر.

تُساند المملكة هذا التطور من خلال مبادرات تعليمية وابتكارية تهدف إلى تأسيس جيل جديد من المطورين وصناع الألعاب، ما يدعم بيئة تنافسية مزدهرة، ويحفز على الابتكار والإبداع في تخصصات الألعاب الإلكترونية.

• نماء أعداد اللاعبين وصناع المحتوى السعوديين
• تنظيم بطولات إلكترونية محلية وعالمية
• دعم الابتكار عبر المبادرات التعليمية والتدريبية
• التركيز على دمج قطاع الألعاب في التحول الرقمي برؤية 2030

شهدت الألعاب الإلكترونية عبر تاريخها الطويل مراحل متعددة من التغيير والتطور؛ ابتداءً من الأجهزة التقليدية البسيطة وصولًا إلى تقنيات الواقع الافتراضي الحديثة التي غيرت مفهوم التفاعل مع الألعاب، كما تعكس المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في قطاع الألعاب الإلكترونية، حيث أصبح المشهد المحلي جزءًا لا يتجزأ من صناعة الألعاب العالمية، مدعومًا بسياسات ورؤى واضحة تهدف إلى تمكين الشباب وإطلاق طاقات الإبداع داخل هذا المجال الحيوي.