جولد بيليون يكشف أسباب بقاء أسعار الذهب ترتفع للشهر الرابع

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم، مع استمرار المعدن النفيس في تحقيق مكاسب تدفعه نحو تسجيل صعود للشهر الرابع على التوالي؛ ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تزايد توقعات المستثمرين بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، إلى جانب تراجع أداء الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع، مما يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

توقعات خفض الفائدة وتأثيرها المباشر على أسعار الذهب العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا في ظل تصاعد التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المزمع انعقاده في 9 و10 ديسمبر، حيث تشير الاحتمالات إلى فرصة تصل إلى 82.8% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس؛ مقارنة بفرصة لم تتجاوز 28.5% الأسبوع الماضي، وهذا التحول في التوقعات جاء بدعم من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مثل ماري دالي وكريستوفر والر، إلى جانب أقوال كيفن هاسيت، المرشح المحتمل لخلافة جيروم باول، الذي دعا إلى تبني أسعار فائدة أقل لدعم الاقتصاد. هذا المناخ الإيجابي أسهم في صعود أسعار الذهب بنسبة 0.6%، ليصل إلى أعلى مستوياته خلال أسبوعين عند 4193 دولارًا للأونصة، وهو ما يعكس الروابط الوثيقة بين قرارات السياسة النقدية وأسعار الذهب العالمية.

تراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على الذهب العالمي كملاذ آمن

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا، ليسجل أسوأ أداء أسبوعي له منذ يوليو الماضي، وهو ما جعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى؛ ويرتبط ذلك بارتفاع التدفقات نحو صناديق الاستثمار في الذهب بمقدار 3.2 أطنان خلال الأسبوع المنتهي في 21 نوفمبر، في ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، رغم تباطؤ وتيرة هذه التدفقات مقارنة بشهر أكتوبر. هذا الارتباط الواضح بين ضعف الدولار والإقبال المتزايد على الذهب يؤكد دوره كأداة تحوط ضد تقلبات الأسواق، بمساندة من شهية المستثمرين المتزايدة نحو الأمان المالي في الوقت الراهن.

أسعار الذهب في مصر: التأثير المتبادل بين الأسعار العالمية وسعر الدولار المحلي

على الصعيد المحلي، شهد سوق الذهب في مصر ارتفاعًا مستمرًا مع بداية تداولات الجمعة، حيث استقر سعر جرام الذهب من عيار 21، الأكثر تداولًا، عند 5575 جنيهًا مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند 5560 جنيهًا، ويعود هذا الارتفاع إلى تحسن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار الأونصة عالميًا. كما ساهمت الظروف المالية المستقرة وتراجع التذبذب في سعر الصرف داخل البنوك في دعم استمرار هذا الارتفاع المحلي. ويتداول الذهب حاليًا فوق مستوى 4150 دولارًا للأونصة على الصعيد العالمي، مع توقعات باختبار مستوى 4200 دولار، في حال استمر الزخم الشرائي. في السوق المصري، من المرجح أن يصل سعر عيار 21 إلى مستوى 5600 جنيه خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بتحركات الأسعار العالمية وأداء الدولار المحلي.