انخفاض حاد في أسعار الذهب العالمية يثير موجة قلق واسعة

شهدت تحركات أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية الأخيرة تقلبًا ملحوظًا، حيث انخفضت بعد تسجيلها أعلى مستوى منذ ثلاثة أسابيع، وسط توقعات متزايدة بخفض سعر الفائدة الأمريكية في نهاية هذا الشهر، الأمر الذي دفع المستثمرين لجني الأرباح، بينما حققت الفضة ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق.

الأسباب وراء تراجع أسعار الذهب وتأثير توقعات خفض الفائدة الأمريكية على السوق

شهد سعر الذهب في المعاملات الفورية هبوطًا بحوالي 0.2% ليتراجع إلى 4221.68 دولار للأوقية بالقرب من الساعة 01:09 بتوقيت غرينتش، إثر وصوله يوم الجمعة الماضي لأعلى سعر منذ 13 نوفمبر الماضي، ويُعزى هذا التراجع إلى توجه المستثمرين لجني الأرباح بعد موجة ارتفاع مستمرة للأسعار. يأتي هذا التراجع في ظل ترقب الأسواق لإجراءات الفيدرالي الأمريكي، حيث تشير بيانات أدوات التتبع المالي مثل دراسات “فيد ووتش” التابعة لـ “سي.إم.إي” إلى احتمالية تصل إلى 87% بحدوث خفض في أسعار الفائدة خلال هذا الشهر؛ مما يجعل أسعار الذهب عرضة لتأثير التغيرات في أسعار الفائدة، التي ترتبط بها بشكل وثيق.

ارتفاع تاريخي في سعر الفضة وتأثيره البارز على سوق المعادن الثمينة

في الوقت نفسه، شهدت الفضة ارتفاعًا حادًا بنسبة 2.2% لتبلغ في المعاملات الفورية 57.59 دولارًا للأوقية، محطمة بذلك أرقامًا قياسيةً غير مسبوقة، ويُعزى هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد على الفضة التي تجمع بين دورها كعنصر استثماري وكمعدن صناعي، ما يجعلها خيارًا جذابًا في ظل حالة عدم اليقين الحالية في أسواق الذهب. ويعزز هذا الصعود المتواصل دور الفضة في تنويع المحافظ الاستثمارية، خاصة مع التغيرات المستمرة في السياسات النقدية العالمية وتأثيرها على أسعار المعادن الثمينة.

تحليل الفروقات بين أسعار الذهب الفوري والعقود الآجلة في ظل ظروف السوق الحالية

شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.2%، مسجلةً 4261.60 دولارًا للأوقية، الأمر الذي يبقى محور اهتمام المستثمرين الذين يسعون لتحقيق مكاسب عبر استراتيجيات تداول ذات أمد قصير أو طويل، ويُشير الفارق بين سعر المعاملات الفورية والعقود الآجلة إلى توقعاتهم المستقبلية بشأن تحركات الذهب، خاصةً مع اقتراب إعلان قرارات الفائدة الأمريكية. مع استمرار هذه حالة الترقب، يظل الذهب حجر الزاوية في الأسواق المالية المرتبطة بالمعادن الثمينة، إذ يتأثر بشكل عميق بالأحداث الاقتصادية والسياسية التي تغير من عوائد الأصول الأخرى.

تشير هذه البيانات إلى أن أسعار الذهب ما تزال تتأثر بالتقلبات السائدة في الأسواق المالية العالمية، مع قرب صدور قرارات الفائدة الأمريكية التي تلعب دورًا مركزيًا في توجيه أسعار المعادن الثمينة، مما يعكس تحركات متفاوتة بين مستثمري الذهب والفضة استجابة لتوازنات العرض والطلب والتطورات الاقتصادية الكبرى.