تعافي الدولار أمام الين.. استقرار اليورو بعد إصدار بيانات التضخم الأمريكية 2025

انتعاش الدولار الأمريكي يعود ليبرز في الأسواق اليوم، حيث استعاد قوته أمام الين الياباني بعد هبوط حاد أمس، رغم الإشارات المستمرة إلى احتمال رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في ديسمبر؛ في الوقت نفسه، شهد اليورو ارتفاعاً طفيفاً مدعوماً ببيانات تضخم أعلى من المتوقع في منطقة اليورو، مما يعكس توازناً دقيقاً بين التوقعات النقدية العالمية والبيانات الاقتصادية الجديدة.

أسباب تعافي الدولار أمام الين

شهد الدولار الأمريكي زيادة بنسبة 0.3% مقابل الين ليصل إلى مستوى 156.00 ين، متجاوزاً أدنى نقطة له في أسبوعين التي سجلتها الجلسة السابقة بعد موجة بيع لسندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات؛ هذا المزاد الذي حقق أعلى طلب منذ سبتمبر، أدى إلى تهدئة المخاوف في السوق؛ ويُعزى ذلك جزئياً إلى تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا، الذي أفاد بأن الجهاز المركزي سيدرس جوانب إيجابية وسلبية لرفع الأسعار في الاجتماع القادم، مما رفع عوائد السندات اليابانية لأجل عامين فوق 1% لأول مرة منذ 2008، وامتد التأثير إلى الأسواق العالمية بأكملها؛ أضاف شوكي أوموري، الاستراتيجي الرئيسي في ميزوهو بطوكيو، أن نتائج المزاد طمأنت المتداولين بشكل واضح، مما ساعد في عودة الدولار إلى مساره الصعودي رغم التقلبات اليومية.

توقعات الاحتياطي الفيدرالي ودعم انتعاش الدولار

يعود التركيز في الأسواق إلى الولايات المتحدة مع انتعاش الدولار الأمريكي المدعوم بتوقعات نمو اقتصادي قوي؛ فقد أشارت بيانات تصنيع أمريكية أضعف من المتوقع يوم الاثنين إلى ضغوط إضافية على الاحتياطي الفيدرالي لخفض الأسعار هذا الشهر، لكن العقود الآجلة تشير إلى احتمال 87% لتخفيض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 10 ديسمبر، ارتفاعاً من 63% قبل شهر وفق أداة FedWatch لمجموعة CME؛ يرى مايكل براون، استراتيجي الأبحاث في بيبرستون، أن السوق عادت إلى نقطة البداية قبل تصريحات أويدا، وأن الضغط السابق على الدولار كان مرتبطاً بتوقعات تولي كيفن هاسيت رئاسة الاحتياطي، لكن الوضع الآن أكثر توازناً مع التركيز على النمو الأمريكي؛ هذا الانتعاش يعكس ثقة المتداولين في قوة الاقتصاد الأمريكي رغم التحديات النقدية.

بيانات التضخم تدفع اليورو صعوداً

سجل اليورو ارتفاعاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1620 دولار، مدعوماً ببيانات أظهرت تسارع التضخم في الدول العشرين بمنطقة اليورو إلى 2.2% الشهر الماضي مقابل 2.1% في أكتوبر، وهي زيادة طفيفة غير محتمل أن تغير مسار البنك المركزي الأوروبي؛ أكد يواكيم ناجل، عضو مجلس السياسة، أن التضخم يقترب من الهدف البالغ 2% في مقابلة نشرت الثلاثاء؛ من جانب آخر، يرى جوشوا ماهوني، محلل رئيسي في سكوب ماركتس، أن هذه الأرقام تأتي في توقيت ينفي الحاجة إلى تخفيض إضافي من البنك، حيث انتهت دورة التيسير النقدي تقريباً؛ في المقابل، انخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3207 دولار بعد لمس قمة شهرية أمس، مع خفض بنك إنجلترا لمتطلبات رأس المال للبنوك لتعزيز الإقراض ودعم الاقتصاد لأول مرة منذ الأزمة المالية؛ أما العملات المشفرة، فقد ارتفعت البيتكوين بنسبة 2% إلى 88,255 دولار، متجاوزة أدنى مستوياتها في عشرة أيام.

لتوضيح العوامل الرئيسية المؤثرة في هذه الحركات، إليك قائمة بالعناصر البارزة:

• تصريحات محافظ بنك اليابان حول دراسة رفع الفائدة، مما أثر على عوائد السندات.
• بيانات تضخم أعلى في منطقة اليورو، تدعم استقرار اليورو دون إثارة تخفيضات فورية.
• احتمال خفض فائدة فيدرالي بنسبة 87%، يعزز الثقة في النمو الأمريكي.
• خفض متطلبات رأس المال في بريطانيا، يهدف إلى تحفيز الاقتصاد.
• تعافي البيتكوين من خسائر يوم الاثنين، يعكس تقلبات السوق العامة.

مع هذه التطورات، تبقى الأسواق حساسة لأي إشارات جديدة من البنوك المركزية، حيث يعيد المتداولون ترتيب استراتيجياتهم بناءً على البيانات الاقتصادية المتدفقة يومياً؛ يبدو أن الانتعاش الحالي للدولار يمهد لجلسات أكثر استقراراً قريباً.