قفزة 4.4% للريال اليمني.. أسباب الارتفاع وتوقعات الأشهر المقبلة

تحسن الريال اليمني يمثل خطوة إيجابية في ظل الظروف الصعبة، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 4.4% خلال العام المنصرم، ليصل سعر الصرف إلى 238.55 ريال مقابل الدولار الواحد، مقارنة بذروته التاريخية عند 251 ريال في عام 2017؛ هذا التغيير يأتي مع بطالة تصل إلى 17.10%، أي أربعة أضعاف المعدل الأمريكي البالغ 4.40%، مما يجعل أي تقدم في العملة مصدر أمل لليمنيين الذين يواجهون تحديات يومية في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

دور الإجراءات السياسية في تحسن الريال اليمني

في الأوساط المصرفية بعدن، يُعزى هذا التحسن إلى الخطوات السياسية الحديثة التي بدأت تظهر آثارها الإيجابية، إذ حقق سعر الصرف استقرارًا جزئيًا خلال ديسمبر 2025؛ تاجر الخضار أحمد المقطري من صنعاء يتذكر بألم كيف فقد 70% من مدخراته أثناء الانهيار في 2017، حين بلغ الدولار 251 ريالًا، وكأن سنوات عمره ابتلعتها العاصفة الاقتصادية، أما اليوم فيتابع التغييرات بعين اليقظة، متمنيًا استعادة جزء مما ضاع؛ هذه القصص الشخصية تعكس كيف يرتبط تحسن الريال اليمني بحياة الملايين اليومية.

عوامل خارجية تدعم تحسن الريال اليمني

يرى الاقتصاديون أن تحسن الريال اليمني ينبع من مزيج من العناصر، أبرزها التهدئة النسبية في بعض المناطق وزيادة تدفق الدعم الدولي؛ الدكتور محمد العريقي، الخبير في الاقتصاد اليمني، يشبه الوضع بمريض يتعافى تدريجيًا بعد عملية شاقة، حيث كل تقدم يحمل وزنًا هائلًا؛ وفقًا للتقديرات، قد ينخفض سعر الصرف إلى 236.78 ريال خلال العام القادم، مما يعني زيادة إضافية بنسبة حوالي 1%، وهذا يعتمد على استمرار هذه الاتجاهات الإيجابية دون اضطرابات جديدة.

لتوضيح هذه العوامل بشكل أفضل، إليك قائمة بالعناصر الرئيسية التي ساهمت في تحسن الريال اليمني:

  • الاستقرار النسبي في المناطق الرئيسية، الذي قلل من الضغوط على الأسواق المحلية.
  • تحسن تدفق المساعدات الدولية، مما دعم الاحتياطيات النقدية للمصرف المركزي.
  • الإجراءات الحكومية للسيطرة على التضخم، بما في ذلك تنظيم الاستيراد.
  • تأثير التحالفات السياسية الجديدة، التي فتحت أبوابًا للاستثمارات المحدودة.
  • تراجع التوترات العسكرية، الذي سمح بتدفق أفضل للسلع الأساسية.

كيف يؤثر تحسن الريال اليمني على المواطنين

على المستوى اليومي، يعني هذا التحسن قدرة أكبر على اقتناء المنتجات المستوردة مثل الأدوية والمواد الغذائية، في بلد يعتمد بشكل كبير على الخارج؛ سارة الزهراني، اليمنية المقيمة في الرياض، تتابع الأرقام يوميًا قبل تحويل الأموال إلى عائلتها، قائلة إن كل تحسن في الريال يوفر وجبات إضافية لأيام؛ ومع ذلك، ينبه المتخصصون إلى هشاشة هذا التقدم، الذي قد ينهار أمام أي تصعيد عسكري أو سياسي، مما يتطلب حذرًا مستمرًا.

لتلخيص المقارنات الرئيسية، يظهر الجدول التالي الفرق بين الوضع الحالي والماضي:

المعيار القيمة الحالية
سعر الصرف (ريال/دولار) 238.55
الذروة التاريخية (2017) 251
نسبة التحسن السنوي 4.4%
معدل البطالة اليمني 17.10%
معدل البطالة الأمريكي 4.40%

مع ذلك، يظل تحسن الريال اليمني مرتبطًا بالعوامل الخارجية مثل الاستقرار السياسي والمساعدات المستمرة، فالمواطنون يحتاجون إلى تنويع مصادر الدخل وترشيد الإنفاق للاستفادة من هذه المرحلة؛ هل سيواجه 2026 اختبارات تجعله أقوى، أم أنه سيعود إلى الوراء؟