قمة الجولة.. هل يحافظ أرسنال على صدارة البريميرليج 2025؟

أرسنال يقود الدوري الإنجليزي الممتاز بعد انتهاء الجولة السابعة عشرة برصيد ثلاثة وثلاثين نقطة، متفوقاً بفارق نقطتين فقط على مانشستر سيتي الذي يطارده عن كثب؛ هذا الوضع يثير تساؤلات حول استقرار الصدارة في بطولة تشتهر بتقلباتها الدرامية، حيث تتداخل النتائج مع ضغوط المباريات المتتالية، وغالباً ما يمتد الصراع إلى اللحظات الأخيرة، مما يجعل كل خطوة حاسمة في مسيرة الفريق.

كيف يواجه أرسنال التعثرات الأخيرة؟

أرسنال كان يبدو قريباً من حسم اللقب بعد أن فاق منافسيه بست نقاط في الترتيب، لكنه اصطدم بصعوبات متلاحقة؛ تعادل مثير مع تشيلسي رغم طردهم للاعب واحد، ثم خسارة مؤلمة أمام أستون فيلا الذي برز كمفاجأة الموسم، وأخيراً مباراة متوترة أمام ولفرهامبتون انتهت بنجاة الفريق من الهزيمة؛ هذه العثرات قلصت الفجوة مع السيتي، لكنها أيضاً أعادت إلى الأذهان الموسم الذهبي لعام 2003-2004، عندما اجتاح أرسنال المنافسين بفوز في ستة وعشرين مباراة من ثمانية وثلاثين، وتعادل في اثنتي عشرة، محققاً تسعين نقطة دون أي خسارة، في إنجاز يُعد نموذجاً للكمال؛ منذ ذلك الوقت، لم يعد أرسنال إلى قمة الدوري، رغم الاقترابات المتكررة تحت قيادة ميكيل أرتيتا، الذي واجه منافسة شرسة من مانشستر سيتي الذي سيطر على اللقب بخمس مرات في السبعة مواسم الماضية، وليفربول أيضاً.

تأسيس أرسنال وتطوره التاريخي

أرسنال، النادي اللندني الشهير بلقب المدفعجية، يعود تاريخه إلى عام 1886، حين بدأ عمال مصنع الأسلحة الملكية في مقاطعة وولويتش ممارسة كرة القدم تحت اسم ديال سكوير؛ سرعان ما تحول إلى رويال أرسنال، ثم تبنى الاسم الحالي في 1914، وكان يُلقب بالريدز في البدايات قبل أن يلتصق به لقب المدفعجية نسبة إلى جذوره الصناعية؛ الملعب الرسمي، ملعب الإمارات بسعة ستين ألفاً ومئتين وستين متفرجاً، استضاف المباريات منذ 1913، ثم هُدم وبُني من جديد ضمن مجمع رياضي ترفيهي، وأُعيد تسميته بعد شراكة مع الخطوط الإماراتية؛ مع تولي هربرت شابمان الإدارة في 1925، شهد أرسنال ازدهاراً في الثلاثينيات، بفوز بلقب كأس الاتحاد في 1929-1930، ثم الدوري في 1930-1931، وتكرار الإنجاز في السنوات اللاحقة حتى 1937-1938، ليصبح قوة مهيمنة؛ توقفت الإنجازات بسبب الحرب العالمية الثانية، لكنه عاد قوياً بفوز بالدوري في 1947-1948، وكأس الاتحاد في 1949-1950، رغم ضعف الأداء في الخمسينيات والستينيات الذي دفع إلى تغييرات جذرية.

في السبعينيات، استعاد أرسنال بريقه بفوز بكأس المعارض الأوروبية أمام أياكس أمستردام في 1970، حيث برز يوهان كرويف، ثم حقق الثنائية في 1970-1971؛ بعد فترة هدوء في السبعينيات والثمانينيات، عاد للألقاب في 1988-1989 بالدوري، و1990-1991، وكأس الاتحاد في 1992-1993؛ مع قدوم أرسين فينغر في 1996، كأول مدرب غير بريطاني، شهد تحولاً هجومياً مع لاعبين فرنسيين جدد ونظام تدريبي صارم، مما أدى إلى الثنائية في 1997-1998، وتكرارها في 2001-2002 و2003-2004، بالإضافة إلى كأس الاتحاد في 2004-2005؛ استمر الصوم عن الألقاب الكبرى حتى فوز بكأس الاتحاد في 2013-2014، 2014-2015، و2016-2017، بينما غاب الدوري منذ 2004؛ في 2016، أثارت النتائج المتواضعة جدلاً حول عقد فينغر الذي امتد لأكثر من عشرين عاماً، مع حملات من الجماهير تطالب برحيله مقابل دعم آخرين لتاريخه، وانتهى الأمر بتجديد لسنتين.

إنجازات أرسنال وطموحاته الأوروبية

يمتلك أرسنال خزانة ألقاب غنية تشمل ثلاثة عشر لقباً في الدوري الإنجليزي، وأربعة عشر في كأس الاتحاد، ومرتين في كأس الرابطة، بالإضافة إلى كأس الكؤوس الأوروبية في 1994، وسبعة عشر مرة في الدرع الخيرية؛ يحلم النادي بدوري أبطال أوروبا، الذي اقترب منه في نهائي 2006 أمام برشلونة، حيث خسر 2-1 رغم تفوقه في الكثير من اللحظات؛ اليوم، يواجه أرتيتا تحديات من سيتي السائر لاستعادة سيطرته، وتشيلسي بطل أندية العالم 2025 في أمريكا، وأستون فيلا كقوة ناشئة.

لتلخيص إنجازات أرسنال البارزة، إليك قائمة بالألقاب الرئيسية عبر العصور:

• دوري إنجليزي: 13 مرة، آخرها 2003-2004 دون هزيمة.
• كأس الاتحاد الإنجليزي: 14 مرة، بما في ذلك الثلاثيات مع فينغر.
• كأس الرابطة: مرتان، في 1986-1987 و1992-1993.
• كأس الكؤوس الأوروبية: مرة واحدة في 1994.
• الدرع الخيرية: 17 مرة، رمز للهيمنة المحلية.
• كأس المعارض الأوروبية: في 1970 أمام أياكس.

أرسنال يستمر في بناء مستقبله بثقة، مستلهماً تراثه الغني لمواجهة المنافسة الشديدة.