قبل الأسطورة.. يورغن كلوب يبني إمبراطورية ليفربول من الصفر

يورجن كلوب لم يكن مجرد مدرب عابر في تاريخ ليفربول، بل تحول جذري لنادٍ قضى عقوداً في التيه بحثاً عن هويته، حيث أعاد الألماني بناء الفريق من الأساس، وزرع ثقافة الضغط الهجومي الذي أعاد البريق إلى أنفيلد، وأنهى صياماً طويلاً في الألقاب الكبرى، معتمداً على علاقة عميقة مع الجماهير واللاعبين.

لحظة الوداع في دورتموند

في مارس 2015، شهد ملعب سيجنال إيدونا بارك هزيمة مؤلمة لبوروسيا دورتموند أمام يوفنتوس بثلاثية في إياب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، بعد خسارة الذهاب بـ2-1، مما أثار تساؤلات حول مستقبل يورجن كلوب في ظل الأداء المتذبذب للفريق؛ انتشرت صور له يغادر الملعب سائلاً وحيداً إلى منزله، رمزاً للعزلة بعد الفشل، لكنه سرعان ما أعلن رحيله بنهاية الموسم، تاركاً إرثاً من هيمنة على الدوري الألماني وإسقاط بايرن ميونخ، رغم الخسارة النهائية أمام ريال مدريد في الوقت الإضافي، وقهر للكبار في القارة.

ليفربول في عصر الظلام قبل كلوب

مع إطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز في 1992، عاش ليفربول فترة جفاف دامت ربع قرن دون ألقاب رئيسية، متوقفاً عند إنجازات كيني دالجليش في التسعينيات؛ في البداية، نادرًا ما دخل الفريق الأربعة الأوائل مع روي إيفانز، ثم جاء جيرار هولييه الذي حقق مراكز متقدمة في مواسم 2000-2001 وما تلاها، لكنه فاز فقط بكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر، قبل أن يرحل بسبب الإخفاقات المحلية، خلفه رافائيل بينيتيز الذي أحضر دوري الأبطال في 2005 درامياً أمام ميلان، ووصل نهائي آخر، لكن المنافسة الداخلية مع تشيلسي ومانشستر يونايتد غلبته؛ عاد دالجليش في 2010 لكنه فشل، ثم بريندان رودجرز الذي نافس على اللقب في 2014 ليخسره بسبب انزلاق جيرارد، قبل إقالته في 2015، ممهداً لقدوم يورجن كلوب.

خطوات أولى مع يورجن كلوب في أنفيلد

أعلن ليفربول في أكتوبر 2015 تعيين يورجن كلوب مدرباً مع صلاحيات واسعة، وبدأ بإعادة تشكيل الفريق؛ في موسم 2015-2016، وصل إلى نهائي الدوري الأوروبي بعد إقصاء مانشستر يونايتد وبوروسيا دورتموند، لكنه خسر أمام إشبيلية، وأنهى الدوري في المركز الثامن؛ في الصيف التالي، أدخل تغييرات جذرية بضم فينالدوم وساديو ماني وجويل ماتيب، مقابل رحيل بينتيكي وبالوتيلي وسكيرتل، مما أدى إلى المركز الرابع في 2016-2017 وتأهل لدوري الأبطال بعد غياب؛ قبل 2017-2018، جاء محمد صلاح بديلاً عن براندت، مع أوكسلاد-تشامبرلين وروبرتسون، وفي الشتاء فان دايك في صفقة تاريخية، مقابل كوتينيو وساخو، ليبني أساساً هجومياً قوياً يعتمد على الضغط العالي.

لقد غير يورجن كلوب وجه ليفربول جذرياً، من خلال بناء ثلاثية هجومية من صلاح وماني وفيرمينو، معتمداً على سرعاتهم في الضغط؛ أعطى صلاح حرية هجومية كاملة، مما أدى إلى توهجه بـ44 هدفاً في الموسم الأول، واستعادة الكرة بكفاءة عالية، ليصل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال في 2018 ليخسر أمام ريال مدريد؛ في 2018-2019، رحل كاريوس بعد أخطائه، وضم أليسون وفابينيو وكيتا وشاكيري، مع تعزيز الدفاع بأرنولد وروبرتسون، ووسط بـهندرسون، ليصبح الفريق متوازناً تماماً.

إنجازات يورجن كلوب وتحدياتها

في مايو 2019، عكس ليفربول الخسارة 3-0 أمام برشلونة بفوز إياب 4-0 بأهداف أوريجي وفينالدوم، مستغلاً الركنية السريعة لأرنولد، في غياب صلاح وفيرمينو وكيتا، مما أجبر جوزيه مورينيو على الإشادة بكلوب؛ وصل إلى نهائي دوري الأبطال أمام توتنهام وفاز باللقب، محققاً وعده ببطولة في أربع سنوات؛ في 2019-2020، أضاف السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، مع تتويج بالدوري بعد صدارة طويلة، رغم تأثير كورونا الذي أدى إلى خروج أمام أتلتيكو مدريد؛ لاحقاً، عانى من إصابات فان دايك وتياجو في 2020-2021، لكنه ضمن التأهل للأبطال بهدف أليسون التاريخي، واستمر في 2021-2022 بضم دياز وكوناتي، محققاً كأس الرابطة والاتحاد، ووصول نهائي الأبطال ليخسره أمام ريال مدريد.

بعد رحيل ماني في 2022، ضم نونيز وجاكبو، لكنه عانى إصابات وخسارة المنافسة في 2022-2023، محتلاً المركز الخامس؛ في 2023-2024، غير وسط الملعب برباعي إندو وجرافنبيرخ وماك أليستر وسوبوسلاي، مقابل رحيل فابينيو وهندرسون، وأعلن كلوب رحيله في يناير، محققاً كأس الرابطة قبل التعثر في الدوري وخروج أوروبي.

| الإنجاز | السنة | التفاصيل |
|———-|——–|———–|
| دوري الأبطال | 2019 | فوز على توتنهام في النهائي |
| الدوري الإنجليزي | 2020 | تتويج بعد صيام 30 عاماً |
| كأس الرابطة | 2022 و2024 | أول مرتين في مسيرة كلوب |
| كأس الاتحاد | 2022 | إنجاز تاريخي مع الفريق |

في موسم 2023-2024، سلّم يورجن كلوب مشروعاً متكاملاً إلى أرني سلوت، الذي حقق الدوري في 2024-2025 دون تعاقدات، تاركاً إرثاً من الروح والإنجازات؛ الآن، يسير كلوب محاطاً بحب الجماهير، بعيداً عن الوحدة القديمة، محتفلاً بتأثيره الدائم.