اهتزت سمعة معبد شاولين بعد الكشف عن فضيحة كبيرة – تعرف على التفاصيل التي تهز رمز الفنون القتالية الصينية

تُعتبر قضية التحقيق مع رئيس دير معبد شاولين ثيش فينه تين واحدة من أبرز الفضائح التي هزت المجتمع الصيني مؤخراً، حيث تشمل الاتهامات اختلاس أموال المعبد وأصوله، بالإضافة إلى خرق الانضباط الرهباني وعلاقات غير مشروعة وإنجاب طفل غير شرعي، ما أثار ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي.

التحقيقات والانتهاكات المزعومة لرئيس دير معبد شاولين

في 27 يوليو، أعلن الحساب الرسمي لمعبد شاولين عبر تطبيق WeChat بدء التحقيق في حقائق تورط السيد ثيش فينه تين بجرائم خطيرة أبرزها اختلاس رأس مال المشروع وأصول المعبد، وانتهاك القواعد الرهبانية، فضلاً عن علاقات غير مشروعة طويلة الأمد مع نساء متعددة، بالإضافة إلى وجود طفل غير شرعي واحد على الأقل؛ الأمر الذي أدى إلى إيقافه من منصبه كرئيس للدير لحين استكمال التحقيقات. وقد أشار البيان الرسمي إلى التزام المعبد التام بالتعاون مع الجهات المختصة، مع الوعد بإبلاغ الجمهور بمستجدات القضية فور توافرها، بحسب ما نقلت مصادر إعلامية كبرى مثل The Paper وSina Finance.

ردود الفعل والتداعيات على سمعة معبد شاولين بعد الكشف عن الفضيحة

الاتهامات التي يواجهها رئيس دير معبد شاولين ليست جديدة، فقد تعرّض لهذه الاتهامات في 2015 من أحد الأتباع السابقين الذي زعم سوء استخدام أموال المعبد وعلاقات غير شرعية مع نساء، إلا أن التحقيقات آنذاك لم تسفر عن أدلة كافية لإثبات المزاعم، مما أدى إلى إسقاط القضية آنذاك. لكن هذه المرة، جاء الإعلان بلهجة أكثر صرامة وجدية من قبل إدارة المعبد نفسها، مما عكس مدى تأزّم الموقف وصعوبة التغطية على هذه التهم. وما إن تأكدت هذه المعلومات حتى تفجرت موجة نقد لاذع عبر منصات التواصل الاجتماعي الصينية ووسائل الإعلام، حيث وصف أحد المعلقين القضية بأنها «أكبر فضيحة دينية في سنوات»، محذراً من تداعياتها الخطيرة على مكانة معبد شاولين في الذاكرة الجماعية.

تأثير فضيحة رئيس دير معبد شاولين على الفنون القتالية والثقافة الصينية

لطالما عُرف معبد شاولين كمهد فنون القتال الصينية ومركزاً روحيًا يتسامى فوق النزاعات، غير أن هذه الفضيحة طالته بشدة، مما أثار خيبة أمل واسعة في أوساط مجتمع الفنون القتالية وروّاد الدين والثقافة، ليس فقط داخل الصين بل على المستوى العالمي أيضاً. صحيفة فاينانشال تايمز أكدت أن الاتهامات التي تواجه ثيش فينه تين، والذي وصفته سابقًا بـ«الرئيس التنفيذي للمعبد» بسبب إدارته المهنية التي حولت شاولين إلى علامة تجارية عالمية، تضرّ بسمعته الشخصية وتضعف صورة التراث الثقافي الصيني. كما سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء على التأثير السلبي لهذه القضية في الوسط الثقافي، فيما أوردت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست أن الحادثة أحدثت ضجة داخل المجتمع البوذي وعالم الفنون القتالية الدولي، بينما عبّر المتابعون وعشاق شاولين عن شعورهم بالخيانة على منصات مثل ويبو، حيث شهد وسم «شاولين في حالة اضطراب» أكثر من 200 مليون مشاهدة خلال يومين فقط.

يمثل هذا الحدث مُنعطفاً نادراً في تاريخ معبد شاولين، الذي لطالما اعتُبر رمزاً أخلاقياً وروحياً؛ إذ لطالما كان مركزًا للقيم والمبادئ التي تُلهم ملايين الناس، ويؤكد ما حدث على أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة داخل المؤسسات الدينية والثقافية على حد سواء.