قفزة جديدة في سعر الدولار بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة—كيف يؤثر ذلك على الأسواق؟

ارتفع سعر اليورو اليوم في الأسواق الأوروبية، مستمراً في التعافي المؤقت مقابل الدولار الأمريكي بعد تراجعه الكبير خلال الفترة الماضية، حيث يعتمد السوق بشكل كبير على قراءة بيانات التضخم الرئيسية في أوروبا لتحديد مسار أسعار الفائدة الأوروبية القادمة والتأثير على تحركات العملة الموحدة.

تعافي سعر اليورو اليوم مقابل الدولار وتأثير بيانات التضخم

شهد سعر اليورو اليوم ارتفاعًا بنسبة طفيفة بلغت 0.15% مقابل الدولار ليصل إلى 1.1429 دولار، بعد افتتاحه عند 1.1412 دولار وتسجيله أدنى مستوى عند 1.1405 دولار، في ظل عمليات شراء من مستويات منخفضة. وعلى الرغم من هذا التعافي اليومي، لا يزال اليورو على وشك تكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ عام 2022، إذ فقد نحو 2.65% من قيمته مقابل الدولار خلال الأسبوع، متأثرًا بمخاوف المستثمرين والتوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن اليورو خسر 3.2% خلال شهر يوليو الماضي، وهو أول خسارة شهرية منذ ديسمبر 2024، نتيجة عمليات جني الأرباح والتصحيحات بعد تجاوز سعر الصرف أعلى مستوى له في أربع سنوات عند 1.1830 دولارًا.

تأثير أسعار الفائدة الأوروبية وتوقعات البنك المركزي على سعر اليورو اليوم

في ضوء ارتفاع سعر اليورو اليوم، يبقى البنك المركزي الأوروبي محور الانتباه، حيث أبقى على أسعار الفائدة الرئيسية عند 2.15% بدون تغيير في الاجتماع الأخير، بعد سلسلة من خفض أسعار الفائدة المتتالية. وأشار البنك إلى تبني موقف “الانتظار” لحين وضوح العلاقات التجارية المستقبلية مع الولايات المتحدة، وهو ما تؤكده تصريحات رئيسة البنك، كريستين لاجارد، التي أكدت على مرونة اقتصاد منطقة اليورو رغم استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادية العالمية. ويُظهر السوق تسعيراً مستقراً لاحتمالية خفض أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في سبتمبر، حيث تبقى هذه الاحتمالات دون 30% بسبب الضغوط التضخمية المستمرة، لاسيما مع تسجيل مؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا قراءات تضخم أعلى من المتوقع في يوليو.

اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتأثيره على اليورو

أثار الاتفاق التجاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذي أعلن عنه رئيسا الطرفين في اسكتلندا، حالة من الجدل التي أثرت على سعر اليورو اليوم. يتضمن الاتفاق فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 15% على واردات محددة من أوروبا بداية من أغسطس، تشمل السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، بينما تم استثناء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الأوروبية، مثل أجزاء الطائرات والمواد الكيميائية. كما ستبقى الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم عند 50% مؤقتًا مع احتمال استبدالها بنظام الحصص في المستقبل. من جانب آخر، التزم الاتحاد الأوروبي بضخ استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي وشراء منتجات طاقة بقيمة 750 مليار دولار خلال ثلاث سنوات، في محاولة لتقليل العجز التجاري البالغ 235.6 مليار دولار في 2024. ومع ذلك، اعتبرت فرنسا هذا الاتفاق “يومًا أسود” للاتحاد الأوروبي، بينما حذر المستشار الألماني من الأضرار الاقتصادية الكبيرة بسبب الرسوم المتفق عليها.

تُشكل هذه التطورات محاور رئيسية لرصد تحركات سعر اليورو اليوم، حيث ينتظر المستثمرون مؤشرات التضخم الأوروبية المقرر صدورها، والتي ستحدد مدى إمكانية تخفيف أو تشديد السياسة النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي. وفي حال كانت القراءة أقوى من المتوقع، من المتوقع أن تمتنع الأسواق عن خفض أسعار الفائدة، مما سيدعم الدعم المستمر للينموذج العملة الأوروبية الموحدة في وجه تحديات التجارة والتقلبات الاقتصادية.