لبنى عبد العزيز تحتفل بتسعين عاماً من الإنجازات عبر مشروع “أرواح في المدينة” اليوم

في أمسية احتفاء استثنائية يبرز مشروع “أرواح في المدينة” تألق الفنانة لبنى عبد العزيز بمناسبة عيد ميلادها التسعين، وذلك يوم الجمعة 8 أغسطس في قاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، المكان الذي شهد انطلاق مسيرتها الفنية. هذه المناسبة تعيد إلى المشهد نجمة غابت لكن ذكراها لا تزال متوهجة، في تحية لمسيرة فنية امتدت سبعة عقود.

من فتاة الجامعة الأمريكية إلى نجمة السينما المتألقة

ولدت لبنى عبد العزيز عام 1935، وتأثرت تعليمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث درست الأدب والدراما، ما أعطاها خلفية ثقافية متعمقة ومهارات لغوية رصينة، ساعدتها على التميز في زمنها بين فتيات جيلها، ليس فقط بجمالها وإنما أيضًا بوعيها وحضورها الذهني. دخلت عالم السينما بفيلم “الوسادة الخالية” عام 1957 مع العندليب عبد الحليم حافظ، حيث سرعان ما لفتت الأنظار وتركت بصمة واضحة بين نجمات الصف الأول. من أشهر أعمالها السينمائية “عروس النيل”، و”الغرام أسياد”، و”إضراب الشحاتين”، إلى جانب “أنا حرة”، و”وا إسلاماه”، و”الرسالة” التي أكدت مكانتها الفنية. وتظل شخصية “هاميس” في فيلم “عروس النيل” عام 1963 علامة بارزة في مسيرتها، وتم تكريمها عام 2022 بتقديم تمثال يعبر عن هذا الدور المهم ضمن مشروع “أرواح في المدينة”.

لمسات إنسانية قبل أن تكون فنية تتلألأ

ما يميّز الاحتفاء بالنجمة الكبيرة هو التركيز على إنسانيتها ورقيّها، إذ لم يكن تكريمها مجرد احتفال بفنانة بل بإمرأة اختارت الحفاظ على قيمها وأسلوبها الراقي وسط صخب الأضواء المتقلبة، وانسحبت من الساحة في ذروة تألقها، محافظة على صورتها الراقية في ذاكرة جمهورها. الكاتب الصحفي محمود التميمي، الذي يقود مشروع “أرواح في المدينة”، يرى في تكريم لبنى عبد العزيز استعادة لروح القاهرة الأصيلة عبر وجوهها البارزة، ويعتبر المناسبة تكريمًا لجيل من الحالمين والمبدعين الذين أسهموا في بناء الوعي الثقافي لمصر الحديثة.

عودة رمزية إلى مسرح الذكريات والمجد

قاعة إيوارت التذكارية تحمل قيمة رمزية قوية، إذ كانت شاهدة على بداية تتويج لبنى عبد العزيز في خمسينيات القرن الماضي حينما ظهرت كفتاة الجامعة الأمريكية المتميزة، واليوم تعود إلى نفس المكان لتنال تكريمًا يناسب عطائها المتواصل رغم مرور السنوات. الأمسية المنتظرة ستجمع قطاعًا من المثقفين والفنانين والإعلاميين، وتعد فرصة لاستحضار تاريخ الفن المصري ومناقشة ذاكرته الذهبية التي شكلها نجمها القديم.

رغم محدودية عدد أفلامها مقارنة بزميلاتها، إلا أن لبنى عبد العزيز خطفت مكانها بذكاء في اختيار أدوارها وبموهبة مميزة، كما أدركت تمامًا توقيت اعتزالها حين فضلت الابتعاد بعد الزواج والانتقال إلى الولايات المتحدة، لكنها بقيت أيقونة للأنوثة الراقية والثقافة الرفيعة، تعبر عن انضباط مهني نادر، مما عزز حضورها في وجدان الشعب.

الفيلم سنة الإصدار الدور
الوسادة الخالية 1957 بطولة أمام عبد الحليم حافظ
عروس النيل 1963 شخصية هاميس
الغرام أسياد غير محدد دور رئيسي
إضراب الشحاتين غير محدد دور رئيسي
أنا حرة غير محدد دور رئيسي
وا إسلاماه غير محدد دور رئيسي
الرسالة غير محدد دور رئيسي

هذا التكريم يمثل أكثر من مناسبة، فهو لحظة تعبير عن امتنان عميق لروح فنية مصرية نادرة، تعبق بالحضور الإنساني والنقاء الإبداعي، وتؤكد أن الفن الخالد لا يشيخ، والجمال الحقيقي يظل نابضًا في القلوب رغم مرور السنين. عودة لبنى عبد العزيز إلى خشبة الجامعة الأمريكية بعد سبعين عامًا هي شهادة واضحة على علاقة الأجيال بذاكرة وطنها التي تستحق أن تُروى وتُخلّد.