تراجع مفاجئ في سعر الدولار بسبب تداعيات تدخل ترامب.. ما تأثير ذلك على السوق؟

تواجه العملة الأميركية والدولار الأميركي تحت ضغط متصاعد، وسط مخاوف متزايدة من تراجع مصداقية المؤسسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، خاصة مع القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب المثيرة للجدل، والتي أثرت بشكل واضح على الثقة في الأصول المالية الأميركية.

كيف تؤثر الضغوط السياسية على أداء الدولار الأميركي وأسواق المال في الولايات المتحدة

شهد الدولار الأميركي تراجعًا حادًا يوم الجمعة الماضي أمام جميع عملات مجموعة العشر، بالتزامن مع صدور بيانات ضعيفة عن سوق العمل حفزت توقعات خفض محتمل لأسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل، ما أثر سلبًا على أداء الدولار وأسواق المال بوجه عام؛ حيث انخفض مؤشر قوة الدولار نحو 8% منذ بداية العام وفق بيانات بلومبيرغ. يأتي هذا التراجع في ظل استقالة عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفدرالي، أدريانا كوغلر، والتي فتحت الباب أمام الرئيس ترامب لتعيين بديل في توقيت بالغ الحساسية للسياسة النقدية، وهو ما قد يقلص نفوذ رئيس البنك المركزي جيروم باول ويزيد المخاوف من تدخل سياسي في قرارات الاحتياطي الفدرالي.

تأثير تعيينات ترامب الجديدة على مصداقية البيانات الاقتصادية ومستقبل الدولار الأميركي

إقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل، إريكا ماكنتارفر، دفعت المستثمرين إلى التحذير من تهديد استقلالية البيانات الاقتصادية الأميركية، التي تُعد ركيزة أساسية في تقييم أداء الدولار وأسواق المال. وأوضح إلياس حداد، إستراتيجي بنك “براون براذرز هاريمان” في لندن، أن الضغوط المتزايدة التي يمارسها ترامب على باول لتسريع خفض الفائدة، بالإضافة إلى الخطوات التي تستهدف استقلالية مؤسسات البيانات، تضعف الثقة في موثوقية المعلومات الاقتصادية خلال فترة حاسمة للتداول بالنقد الأميركي. وتوقع تقرير بلومبيرغ أن يؤدي تعيين بديل لكوغلر إلى ظهور ما يسمى بـ”رئيس الظل” للاحتياطي الفدرالي، الذي قد يُصبح المؤثر الحقيقي في السياسة النقدية مع قرب انتهاء ولاية باول.

سيناريوهات مستقبلية للدولار الأميركي وسط تغيرات الهيكل القيادي في المؤسسات المالية الأميركية

أشار ديريك هالبني، رئيس أبحاث الأسواق العالمية في بنك “MUFG”، إلى أن اختيار كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، لمنصب في مجلس الاحتياطي سيكون السيناريو الأسوأ للدولار بسبب قربه المباشر من قرارات ترامب، بينما قد يثير تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت مخاوف أقل ولكنها قائمة كذلك. بالمقابل، يحظى المرشحون المستقلون مثل الحاكم السابق كيفن وورش، والحاكمان الحاليان كريستوفر والر وميشيل بومان، بقبول أكبر في الأسواق بفضل محافظتهم على استقلالية السياسة النقدية. ومن جانب آخر، حذر “دويتشه بنك” من أن استبدال أعضاء الفدرالي ومكتب الإحصاءات يشكل خطرًا على تمويل العجزين التوأمين للولايات المتحدة، ما قد يعرقل تعافي سندات الدين طويل الأجل إلا في حالة تباطؤ اقتصادي ملحوظ. يترقب الجميع إعلان ترامب عن المرشحين خلال الأيام القادمة، وسط توقعات بأن يمثل ذلك منعطفًا هامًا يؤثر بشكل مباشر على مستقبل الدولار الأميركي والسياسة النقدية.

القرار التأثير المتوقع
استقالة أدريانا كوغلر وتعيين بديل زيادة مخاوف استقلالية الاحتياطي الفدرالي وضغوط على جيروم باول
إقالة إريكا ماكنتارفر تراجع الثقة بالبيانات الاقتصادية الأميركية
تعيين كيفن هاسيت تأثير سلبي قوي على الدولار بسبب قربه من ترامب
تعيين مرشحين مستقلين مثل كيفن وورش وكريستوفر والر استقرار نسبي في السياسة النقدية وأسواق الدولار