الحبيب الجفري ينطلق من تريم نحو أبوظبي لإطلاق مبادرة الوسطية العالمية: تعرف على التفاصيل

ولد الحبيب علي زين العابدين الجفري في 16 أبريل 1971 بمدينة جدة السعودية، وينتمي لعائلة حضرمية هاشمية معروفة بالدعوة والتعليم، وهو من عائلة آل باعلوي التي لعبت دورًا بارزًا في الإصلاح الاجتماعي في اليمن لقرون عديدة. كان للحبيب الجفري رحلة تعليمية مميزة، حيث بدأ تعلم العلوم الشرعية على يد كبار المشايخ مثل الحبيب عبد القادر السقاف والحبيب أحمد مشهور الحداد، واستمر التلقي العلمي معهما لأكثر من عقد، ثم درس في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء، وانتقل بعد ذلك إلى تريم بحضرموت، حيث التقى بمئات الشيوخ وبدأ نشاطه الدعوي هناك حتى بداية الألفية الجديدة.

التكوين العلمي والمنهجي للحبيب علي الجفري ودوره في الدعوة الوسطية العالمية

تلقى الحبيب علي الجفري علومه الشرعية بأسلوب علّمي متكامل، حيث استمر في دراسة كتب الحديث والتصوف مع عدد كبير من الشيوخ المتخصصين، وقد تعددت مصادر تعليمه لتشمل علماء بارزين من حضرموت واليمن بشكل عام، مثل الحبيب أبو بكر المشهور العدني والحبيب محمد بن علوي المالكي الحسني. انطلقت خطواته العملية من تريم، حين بدأ يشكل منهجًا دعويًا يستند إلى التصوف الحضارمي المعتدل والفقه الشافعي، مع اعتماد العقيدة الأشعرية، مؤكدًا على أن التصوف هو “روح الإسلام” ولا يقتصر على الطقوس فقط. من عام 2005 أسس مؤسسة طابة في أبوظبي، التي تتبع مبدأ الوسطية الإسلامية، وتهدف إلى معالجة القضايا الدينية والاجتماعية بشكل علمي ومنهجي، مما يعكس تأثير فكرة الوسطية العالمية التي يسعى لتعزيزها.

مشروع الوسطية العالمية ودور الحبيب علي الجفري في تعزيز الحوار بين الأديان

عرف الحبيب علي الجفري بخطابه المعتدل الذي يرفض الكراهية والتكفير، حيث يرى ضرورة احترام الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة. في عام 2006 شارك في توقيع “مبادرة كلمة سواء” التي جمعت بين 38 عالمًا من أجل تعزيز الحوار والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين، ويُعد هذا المشروع مثالًا بارزًا على رؤية الجفري في بناء جسور تفاهم بين الأديان. كما شارك في كتابة رسالة مفتوحة إلى البابا بنديكتوس السادس عشر عقب أزمة الإساءة للرسول الكريم، لتأكيد السلمية وتبيان العقيدة الإسلامية بشكل عقلاني، ما ساهم في تحسين صورة الإسلام في الغرب. هذه المبادرات أثبتت أن خطاب الحبيب الجفري الوسطي قادر على تجاوز الانقسامات وتعزيز التسامح في عالم اليوم.

التأثير العالمي والشهرة الدولية للحبيب علي الجفري في الساحة الإسلامية

صنّفت جهات بحثية عالمية، مثل حركة The Muslim 500، الحبيب علي الجفري ضمن أكثر 500 شخصية مؤثرة في العالم الإسلامي، وهو تكريم يعكس أهميته الفكرية والدعوية. يتنقل سنويًا بين دول عديدة في الشرق والغرب لإلقاء المحاضرات والورش، حيث يلقى استحسانًا خاصًا بين الشباب من مختلف الأديان، رغم أن لغته الأساسية هي العربية، ما يشير إلى قوة فكر الوسطية العالمية التي يحملها. يعتمد في لقاءاته على الترجمة الفورية ليصل رسالته دون حواجز لغوية، ويركز على القيم الإنسانية والإصلاح الروحي، جامعًا بين التراث الصوفي العريق والوعي الفقهي المعاصر. هذا الجمع بين الأصالة والمعاصرة جعل منه صوتًا فاعلًا في مواجهة التطرف وداعمًا للسلام والتسامح في زمن تتصاعد فيه التحديات.

الفترة الحدث المكان
1991-1993 دراسة في كلية الدراسات الإسلامية جامعة صنعاء، اليمن
1993 – 2003 النشاط الدعوي والتعلم تريم، حضرموت
2005 تأسيس مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية أبوظبي، الإمارات
2006 توقيع مبادرة كلمة سواء للحوار بين الأديان دولي

يُعد الحبيب علي الجفري نموذجًا معاصرًا للوسطية الإسلامية، إذ يؤمن بأن مبادئ الدين تكمن في الأخلاق والرحمة، ويرى أن التصوف يمثل القلب النابض لهذه القيم. من خلال مؤسسته وأدواره العلمية والاجتماعية، يقدم مثالًا عمليًا على كيفية تحقيق دعوة معتدلة بعيدة عن التطرف، مجسدًا بذلك مشروع الوسطية العالمية التي تجمع بين الفهم العقلاني والتربية الروحية العميقة.