«ضغوط قوية» ريال مدريد قبل موسم الدوري الإسباني هل تؤثر على أداء الفريق بشكل كبير

يواجه ريال مدريد تحديًا حقيقيًا في إعداد الفريق لموسم 2025-2026 بسبب قصر فترة التحضير التي لم تتجاوز 15 يومًا فقط، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جاهزية اللاعبين تحت قيادة تشابي ألونسو، قبل مواجهة أوساسونا في بداية الدوري الإسباني يوم 19 آب.

تأثير قصر فترة التحضير على أداء ريال مدريد في بداية الموسم الجديد

انتهى موسم ريال مدريد قبل فترة قصيرة، إذ خاض الفريق آخر مبارياته في 9 تموز أمام باريس سان جيرمان وخرج بهزيمة قاسية 4-0، ما أدى إلى تقليل فترة الإعداد للموسم الجديد إلى 15 يومًا فقط مع 24 يومًا راحة ليصبح مجموع الوقت بين المباريات نحو 40 يومًا، وهي أقصر فترة تجهيز في تاريخ النادي، حسب تصريحات خافيير مينيانو مدرب اللياقة السابق في ريال مدريد. ويشير مينيانو إلى أن خوض 68 مباراة خلال الموسم السابق شكل ضغطًا كبيرًا على اللاعبين، الأمر الذي أدى إلى ظهور اضطرابات ذهنية وصعوبات في التنسيق الفني بين أعضاء الفريق، وهي تحديات يصعب تخطيها سريعًا خلال فترة تحضير قصيرة كهذه. يعتمد تشابي ألونسو على المباراتين الوديتين ضد ليغانيس وتيرول النمساوي لاستغلال فترة الإعداد المحدودة بأقصى شكل ممكن، بهدف تعزيز تواصل اللاعبين الفني ورفع مستوى الأداء قبل انطلاق الدوري.

الأبعاد الفنية والطبية لفترة تحضير ريال مدريد القصيرة وتأثيرها على اللاعبين

يرى باولينيو غرانيرو، مدرب اللياقة المعروف من منافسات كأس العالم 2018، أن التحضير المثالي لفريق بحجم ريال مدريد يجب أن يستمر بين 5 إلى 6 أسابيع، حيث تصل اللياقة البدنية إلى ذروتها خلال الأسبوعين الأخيرين، لكنه يؤكد أن الفريق سيضطر للرضا بنصف هذه المدة فقط بسبب الجدول الزمني الضيق. ويلفت غرانيرو إلى أن الاستمرارية في التدريب دون انقطاع لأكثر من 7 إلى 10 أيام تبقي معظم اللاعبين في حالة بدنية جيدة، رغم الضغوط الكبيرة التي تواجههم. كما يشير إلى أن الضغط العصبي المستمر الناتج عن كثافة المباريات، التي تصل بمعدل مباراة كل 3 إلى 4 أيام، يتطلب فترات راحة مطولة لإعادة تنشيط الجهاز العصبي وتجديد نشاط اللاعبين. من العوامل التي تؤثر سلبًا على جاهزية الفريق، انعدام الإجازة الشتوية الموسعة، التي اعتاد عليها اللاعبون في ألمانيا خلال فترة لعبهم مع باير ليفركوزن، وهي إجازة يصعب توفيرها في مدريد. مع ذلك، يثني غرانيرو على طاقم اللياقة في ريال مدريد الذي يقدم دعمًا مهمًا لللاعبين. ويؤكد على أهمية تركيز تشابي ألونسو على الأولويات العاجلة لكل لاعب، والعمل على دفعهم للوصول إلى أقصى درجات الأداء طوال الموسم.

نجوم ريال مدريد الجدد وآفاق تميزهم في ظل فترة التحضير القصيرة

بينما تشكل فترة الإعداد القصيرة تحديًا كبيرًا، يبرز ألفارو كاريراس كأبرز الوافدين الجدد بعد انتقاله من بنفيكا مقابل 50 مليون يورو، حيث يحمل مسؤولية كبيرة في إيقاف تفوق لامين يامال نجم برشلونة الشاب، خاصة بعد الأداء المميز الذي قدمه الأخير الموسم الماضي بتسجيل 18 هدفًا وصناعة 25 فرصة في 55 مباراة. بالإضافة إلى كاريراس، تبرز موهبة تياغو بيتارش بينار، اللاعب المغربي الإسباني الذي مدد عقده مع ريال مدريد حتى 2027 مع شرط جزائي ضخم بقيمة مليار يورو، ما يعكس ثقة النادي الكبيرة فيه. شارك بيتارش وجهاً مميزًا في المباريات الودية للتحضيرات، وقد أعرب تشابي ألونسو عن رغبته في اعتماده ضمن التشكيلة الأساسية خلال الدوري، مستغلًا مرونته في اللعب بعدة مراكز في وسط الميدان. وعلى الرغم من بداياته المتواضعة مع أندية مختلفة، أثبت بيتارش جدارته في أكاديمية ريال مدريد وبرز سريعًا بين أبرز لاعبي الفريق تحت 19 عامًا.

لحظة الاستعدادات تحفل بالعديد من التحديات لريال مدريد، حيث يتراوح الضغط بين فترة التحضير القصيرة وحمل الأمل على لاعبين جدد مثل كاريراس وبيتارش، ما يجعل مهمة تشابي ألونسو في بناء فريق متماسك ومتوازن خلال فترة قصيرة صعبة بشكل ملحوظ. تبقى الشروط الحاسمة لموسم ناجح تعتمد على قدرة الجهاز الفني على إدارة هذه الضغوط بدقة وتأهيل اللاعبين سريعًا لتقديم أداء قوي خلال المنافسات الشاقة التي تنتظر الفريق.